ترأس متروبوليت بيروت وجبيل وتوابعهما للروم الملكيين الكاثوليك المطران جورج بقعوني قداس اثنين الفصح الباعوث في كاتدرأئية النبي ايليا في ساحة النجمة، وعاونه كاهن الرعية الارشمندريت اغابيوس كفوري والشماس سامي حصروتي، وخدمت القداس جوقة الكنيسة بقيادة الاستاذ شربل صوايا وحضور أبناء الرعية.

بعد الانجيل المقدس، القى المطران بقعوني عظة قال فيها: "المسيح قام، هذه العبارة تردد منذ نشأة الكنيسة ومنذ قيامة يسوع الى اليوم. لقد دعانا يسوع لأن نكون شهودا له، ولكن لأي يسوع؟ هل ليسوع الانجيل الذي نقرأ حياته ومسيرته في النصوص الانجيلية؟ ليسوع الطوائف، الديانات والمذاهب؟ ليسوع المتعصب؟ لأي يسوع؟". وقال: "ورد في الانجيل أن يسوع اتى من الاب، الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي في حضن الأب هو الذي رأيناه وهو الذي أخبر عن الاب. الابن هو صورة الآب والذي يرى الابن يرى الآب" .

أضاف: "ان الابن يسوع المسيح عاش بيننا، وهو شخص تاريخي أتى في التاريخ وأحداث آلامه وموته وقيامته هي حقائق تاريخية ليست من نسج خيال بعض المسيحيين، بل هي حقيقة طبعت الكون وستظل تطبعه الى نهاية الأزمنة".

وأشار الى أن "كل الأمور تدور حول الشهادة ليسوع المسيح الذي كشف لنا من هو الله".

وقال: "قبل قراءة أعمال الرسل رتلنا أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم. والسؤال أي مسيح قد لبسنا؟ المسيح مؤسس دين أم المسيح الحي القائم من بين الأموات؟

واعتبر المطران بقعوني أنه "من غير الممكن أن يكون الإنسان يائسا ومنهارا، ومحبطا ومتعبا وشاهدا في الوقت عينه للمسيح القائم. لقد سمح بعض المسيحيين لنفسهم بأن يضعوا قيما على ذوقهم، ومن أجل ذلك نراهم يغضون النظر عن بعض اللاأخلاقيات في مجتمعنا. فهل الفساد في لبنان ارتكبه غير المسيحيين فقط ؟ ولما سمحنا بما يحصل من أمور في بعض المناطق؟ كل ذلك لأننا لم نعد نشهد لقيم يسوع". وأشار الى أن "المجتمع المسيحي في لبنان محبط ويائس، وفي معظم الأحيان لا نرى القيامة في وجوه وحياة وتصرفات المسيحيين". وقال :" لا أسمع من الناس الذين يزورونني في المطرانية سوى الشكوى و"النق" حول الأوضاع الاجتماعية والمالية والاقتصادية والامنية، ولا أحد يسألني عن كيفية الشهادة للمسيح الحي، وعن كيفية زرع علامات رجاء والفرح والتعزية في وسط الصعوبات".

وأردف:" لقد عاش المسيحيون الأول في ظل أوضاع صعبة وعانوا من الاضطهاد وظلوا، رغم ذلك حافظوا على شهادتهم ليسوع وثابروا على اعلان قيامته". وقال: "عندما نرنم "المسيح قام وطىء الموت بالموت، ووهب الحياة للذين في القبور"، يجب أن نثق بأن كل منا قادر أن ينتصر على القبر الذي في حياته، فعلامات الموت ليست فقط الخطايا، بل علينا الجهاد ضد التجارب وضد علامات اليأس والاحباط وضد كل ما هو يعاكس فضيلتي الرجاء والايمان". وقال: "يجب النضال من أجل عيش المحبة، أننا نتحدث كثيرا عن المحبة، ولكن هناك في الواقع قلة محبة وغفران ورحمة، هناك الكثير من الأمور لا تتطابق مع ما نصلي وما نعلن وما نقول".

واعتبر أن "المسيحي القائم مع المسيح هو الذي يغلب علامات الموت في حياته ويناضل أيضا ضد علامات الموت في مجتمعه، ولكن قليلون هم الذين لا يزالون يناضلون من أجل حقوق الإنسان والمرأة والطفل، وحق المريض والمعوق، ومن أجل المطالبة بالسلام في الجنوب وفي غزة. هناك أمور كثيرة لم نعد نتكلم عنها ونعمل لاجلها، وفي هذا العيد، يهز المسيح ضمائرنا من جديد، ومن أزاح الحجر عن باب القبر، سيزيح حجر اللامبالاة في داخلنا الذي يجعلنا ننسى ما حولنا وننسى الالتزام في المجتمع والوطن، والجهاد من أجل أن يكون لبنان أكثر إنسانية ومكانا أكثر أمانا لأبنائه ومواطنيه".

وختم المطران بقعوني: "أشجعكم بأن تحيوا بحسب ما تصلون وبحسب ما تؤمنون وأن تحيوا القيامة في حياتكم وتكونوا شهودا لها".

وفي ختام القداس، أقيم زياح الباعوث في داخل الكنيسة وتليت قراءة الأناجيل بلغات مختلفة، الفرنسية والالمانية والإيطالية. وبعدها أخذت بركة القداس وتم تبادل التهاني بالعيد في باحة الكنيسة وأخذ بركة البيض الملون وتوزيعه.