اشار السيد علي فضل الله، خلال خطبة الجمعة الى ان "عيد الفطر المبارك اطل على غزة مخضبا بدماء أبنائها بفعل استمرار العدو الصهيوني في جرائمه فيها من دون أن يأخذ في الاعتبار حرمة يوم العيد وكان اخرها الجريمة التي أودت بحياة ثلة من أبناء واحد من قادة حماس وأحفاده فيها وهو رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، والتي من الواضح أنها تهدف إلى النيل من إرادة المقاومة ودفعها إلى التنازل في المفاوضات الجارية عن مطالبها المشروعة والإنسانية والتي لا يزال هذا العدو يرفضها فيما يستهدف من وراء المفاوضات إلى تحقيق هدنة موقته للتخفيف من الضغوط التي تمارس عليه من قبل أهالي اسراه لاستعادتهم.".

واعتبر فضل الله انه "في هذا الوقت يستمر العالم في دعمه لهذا الكيان على كل الصعد وهو يقف معه في وجه اي دولة حتى تلك التي تريد ان تدافع عن نفسها أو ترد على الاعتداءات التي تتعرض لها، والذي نشهده اليوم في التهديدات بالحرب من الكيان الصهيوني ضد إيران إن قامت بالرد على الاعتداء الذي استهدف قنصليتها، ما يشير إلى أن هذا الكيان بات في نظر العالم فوق القرارات الدولية والأعراف الدبلوماسية وله الحق في أن يدمر ويقتل ويرتكب المجازر ويمارس ​سياسة​ التجويع والاغتيال كما يشاء فيما تُفرض العقوبات وتُشن الحروب على كل من يريد الحرية لشعبه أو يقف ليدافع عن نفسه أو عن المظلومين في هذا العالم".

واكد انه "لن يكون رهاننا على هذا العالم وما يسمى المجتمع الدولي إنما على صمود الشعب الفلسطيني وصبره ومقاومته... وعلى أولئك الذين شعروا بمظلومية هذا الشعب ومعاناته ولم يخذلوه ممن يقفون معه اليوم ويقدمون لاجل نصرة قضيته التضحيات".

وتابع :"نصل إلى لبنان الذي لا يزال يعاني من اعتداءات العدو الصهيوني واستباحة قراه فيما يستمر في تهديداته للبنان واللبنانيين والتي لا تقف عند حدود معينة أو طائفة أو موقع بل تشمل الوطن كله وبكل أطيافه ما يدعو اللبنانيين في هذه المرحلة إلى الوحدة لمواجهة الخطر المحدق بهم ومنع كل ما يهدد هذه الوحدة".

ولفت الى انه "على هذا الصعيد نتوقف عند التوتر الذي حصل بفعل الجريمة التي طاولت أحد أبناء منطقة جبيل وكادت تتسبب بفتنة داخلية وتعيد الناس إلى أجواء الحرب الاهلية التي لا يزال اللبنانيون يعيشون مرارتها وتداعياتها، وهم اليوم على اعتاب ذكراها في الثالث عشر من نيسان لولا سرعة القوى الأمنية في كشف أسباب هذه الجريمة".

واضاف :"كنا نأمل أن ينتهي الأمر عند هذا الحد وإذا كان من علامات استفهام لا يزال البعض يشير إليها فإننا ندعو أن تتابع عبر القضاء الذي ينبغي أن يبقى هو المرجعية لكشف أي غموض يراه في مسار التحقيق.. إن من المؤسف أن نشهد من يريد إدخال هذه الجريمة في إطار الصراع السياسي او الطائفي الدائر في البلد من دون أن يعي مخاطر ذلك على صعيد استقرار الوطن الذي يتربص به من يريد اذكاء الفتنة بين اللبنانيين لحسابه وعلى حساب مصالحهم والتي شهدنا بعض مظاهرها في الأيام السابقة، هنا نقدر كل الأصوات التي دعت إلى إبقاء هذه الجريمة في إطارها القضائي وعدم جعلها بابا للفتنة ليس هناك مصلحة لأي فريق في الوصول إليها".

وشدد فضل الله على ان "هذا البلد هو احوج ما يكون إلى من يبرد العقول والقلوب ويبلسم الجراح ويئد الفتن لا الذي يثير العصبيات والانفعالات ويستحضر الأحقاد والتي إن حصلت سوف تحرق باقي اخضر هذا البلد ويابسه، وفي هذا السياق نندد مجددا بكل الممارسات التي طاولت النازحين السوريين وندعو ان لا يؤخذ الجميع بجريرة أفراد وندعو الدولة إلى أن تتحمل المسؤولية على هذا الصعيد ومنع الظلم الذي يتعرضون له مع حرصنا وتأكيدنا على ضرورة تنظيم الوجود السوري لمنع حصول ارتكابات كالتي حصلت داعين الدول التي ترعى هذا الوجود إلى القيام بالدور المطلوب منها".

ولفت فضل الله الى انه "نبقى في الإطار الأمني لنشير إلى خطورة الجريمة التي حصلت في بيت مري والتي أودت بحياة الصراف محمد إبراهيم سرور والتي أشارت إلى مدى الاختراق الصهيوني لهذا الوطن لايقاد الفتنه فيه أو تصفية حساباته مع من يقف في مواجهته ما يدعونا إلى العمل بكل جدية لمواجهة هذا الاختراق بكل تداعياته وان يكون الصوت عاليا في مواجهته والتنبه لمخاطره على كل اللبنانيين والوحدة في التعامل معه".