أشارت صحيفة "الأخبار"، إلى أنّه "رافقت العودة إلى التهويل من حرب يشنها العدو على جنوب لبنان الحراك الدبلوماسي الأوروبي - الأميركي - العربي الذي شهده لبنان أخيراً"، مضيفة "فإلى تركيز سفراء اللجنة الخماسية في لقاءاتهم مع الأفرقاء السياسيين على الملف الأمني والتشديد على ضرورة فصل لبنان عما يحدث في غزة، سمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال زيارته لباريس حيث التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رسائل مشابهة، قبل أن يعود إلى لبنان على وقع تهويل أميركي على لسان مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا".

وكشفت الصحيفة أنّ "الأجواء السلبية أوصلها ميقاتي إلى المعنيين، وأطلع عليها أمس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين النيابية التي زارته أمس برئاسة النائب فادي علامة".

وعلمت "الأخبار" أن ميقاتي ظهر أكثر إرباكاً، وتحدّث عن "الخسائر في الجنوب" وضرورة "النظر في ما إذا كانت الحرب تخدم لبنان".

وبعدما ذكّر ميقاتي، وفق الصحيفة، بموقفه منذ بداية الحرب بربط وقف الحرب في الجنوب بوقف العدوان على غزة، أشار إلى "تحذيرات كبيرة" يسمعها من الأوروبيين والعرب.

ولفت إلى ما عدّه تبدّلاً في الموقف الأميركي، مشيرًا إلى أن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين أبلغه في اتصال أخير معه بضرورة وقف إطلاق النار في الجنوب وعدم انتظار مسار الحرب في القطاع.

وعلمت "الأخبار" أنّ "موقف المقاومة الذي أُبلغ إلى ميقاتي وآخرين على تواصل مع جهات خارجية أكّد أن التهديدات، بمعزل عن جديتها أو كونها استعادة لموجة التهويل، "لن تغير شيئاً في قرار استمرار مساندة غزة ميدانياً"، وأن "المقاومة وجّهت في الأيام القليلة الماضية رسائل ميدانية إلى العدو تؤكد أنها مستعدة لمواجهة أي محاولة لتوسيع الجبهة، لناحية العمق والأهداف وحتى الأسلحة".

كما عُلم وفق "الأخبار" أن "قرار المقاومة هو عدم الدخول في سجال مع أحد داخلياً حول هذا الأمر، وستترك لرئيس مجلس النواب نبيه بري إدارة الاتصالات على قاعدة أنها لن تترك غزة وحيدة، خصوصاً إذا كان العدو يستعد لجولة إجرام جديدة في رفح".

كذلك أدرجت مصادر مطّلعة التهديدات الجديدة في إطار التهويل الذي يتزامن مع جولة سيبدأها وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه في المنطقة السبت المقبل، مذكّرة بأن سيجورنيه نفسه حذّر بري لدى زيارته لبنان مطلع شباط الماضي من "ضربة إسرائيلية خلال ثلاثة أيام أو أسبوع كحد أقصى".

وتبدأ جولة سيجورنيه السبت في بيروت حيث يناقش مقترحات فرنسية "منقّحة" لإعادة الاستقرار إلى الحدود بين لبنان وإسرائيل.

كذلك لفتت المصادر إلى أن "الاتفاق الذي حمله هوكشتاين معه سابقاً مقبول مبدئياً، وتم التوافق على أغلب نقاطه وهي 14. وهو لم يشدّد يومها على فكرة ربط الساحات لأن زيارته تزامنت مع كلام عن قرب التوصل إلى هدنة في غزة".

وأشارت مصادر "الأخبار" إلى أن "التهويل يأتي في ظل استعداد العدو الإسرائيلي لدخول رفح بغطاء أميركي كامل في هجوم قد يستمر أكثر من ستة أسابيع، وهو يحتاج إلى وقف حرب الاستنزاف على جبهة الشمال في ظل عجزه عن فتح جبهتين معاً". لذلك، بحسب المصادر نفسها، "التحذيرات الفرنسية المستجدة والكلام الأميركي العالي السقف محاولة للضغط على لبنان لإغلاق جبهة المساندة، ما يذكّر بالأسابيع الأولى من الحرب عندما تزاحمت الوفود العربية والغربية المهوّلة على لبنان".

وحول تضمّن الورقة الفرنسية المعدّلة ثلاثة بنود تختصر القرار 1701 وتُطبق على ثلاث مراحل، قالت المصادر إن "كل ما تنص عليه الورقة لا يقدّم ولا يؤخّر، إذ إن المرحلة الأولى فيها تتحدث عن وقف الأعمال العسكرية في الجنوب، وهذا لن يتحقق إلا بوقف الحرب على غزة. وما دامت المقاومة في لبنان لن تتنازل عن هذا السقف، فهذا يعني أن كل الأوراق غير قابلة للتطبيق".

"الخماسية" في حلقة مفرغة

وإذا كانت كل المؤشرات تؤكّد أنّ حراك سفراء الخماسية يدور في حلقة مفرغة، الّا انّ السفراء، على ما تؤكّد مصادر موثوقة لـ"الجمهورية"، يقرّون بصعوبة مهمّتهم، لكنّهم في الوقت ذاته، يسعون إلى النأي بمهمّتهم عن الفشل، بالسعي الحثيث إلى إحداث خرق ما لهذا الجو المقفل.

وبحسب معلومات الصحيفة، فإنّ تكتل "الاعتدال الوطني" حمل خلال اللقاء مع رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل فكرةً جديدة لكسر الاستعصاء القائم حول مبادرته، لخّصها عضو التكتل النائب عبد العزيز الصمد لـ"الجمهورية" بقوله، إنّها تقوم على اقتراح أن يدعو التكتل الى جلسة التشاور او الحوار المقترحة في مبادرته، طالما انّ الخلاف قائم حول من يدعو الى الجلسة.

هذا، وأعرب مصدر فرنسيّ عن توقعه بتكثيف الجهود أواخر الشهر الجاري، لتحديد موعد حاسم لعملية كبيرة، أو ربما تسوية، قد تبدأ بالحوار، تحضيرًا لانتخابات رئاسية لبنانية.

وقال المصدر لصحيفة "الجمهورية"، أنّ المهلة الزمنية أو الـ"dead line"، الذي فرض نفسه ليس سببه فقط اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، بل أيضًا اقتراب موعد العام الدراسيّ، في المستوطنات الاسرائيلية في ايلول.