اشار رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم، خلال اعادة افتتاح المتحف الملكي في مطرانية سيدة النجاة، الى إن "المتحف الملكي في مطرانية سيدة النجاة ليس مجرد مكان لعرض القطع الأثرية والفنية، بل هو معبد للحكايات، حيث يتمازج الماضي بالحاضر والروحانية بالثقافة. وعبر هذا الكتاب المتعدد الكُتّاب، نسعى لنقل هذه الحكايات إلى القارئ، ليستشعر بعمق تاريخ وجود المسيحية هنا، وينغمسَ في جماليات وروعة تراث هذه البُقعة الساحرة التي ختمت العالم بختمِ إرثها المميز بواسطة أبنائها المقيمين والمنتشرين."

بدوره، اشار وزير الثقافة في حكومة تصريف الاعمال محمد وسام المرتضى، الى أن "لبنان هذا الوطن الصغير المثقلُ بأعباءِ التاريخ وجمالاتِه على السواء، ما زال منذ نشوئه تقريبًا يعاني من أزمات متلاحقة، تضع في كل مرةٍ سلامةَ كيانه على المحك. ولا يخفى على مراقبٍ أن هذه التوترات اللبنانية لم تتفاقم إلا بعد اغتصاب فلسطين وقيام دولة الاحتلال التي زرعت الإبادةَ في الأرض المحتلة والفتن في جميع دول المشرق، تسهيلًا للسيطرة عليها كلِّها عسكريًّا وأمنيًّا واقتصاديًّا".

ولفت الى أن "اليوم يعيش لبنان أزمةً متعدّدة الوجوه، أوّلها شغور سدّة الرئاسة الأولى وانسدادُ الأفق السياسي المتعلّق بها، بسبب رفضِ مبدأ الحوار الذي دعت إليها أطراف عديدة، محليّة ودوْليّة، كان في مقدمتِها رئيس مجلس النواب نبيه بري. ويُضافُ إلى ذلك الأزمة الاقتصادية الخانقة، وأزمة النزوح السوري، ثم هذه الحرب العدوانية المستمرّة منذ سبعة أشهر على غزة والجنوب والبقاع. إن وعيَ اللبنانيين لحساسية الظروف الراهنة، والتكاتفَ فيما بينهم، وتشبثَهم بأسباب قوتِهم وصمودهم، وفي طليعتها والمقاومة، تُشكّل مجتمعةً الدواء الأنجع الذي يساعدهم على تجاوز المرحلة. لكنني، بحضور ممثلي سفارة النمسا، الدولة الأوروبية الصديقة للبنان، أودُّ أن أشير بالتحديد إلى أن مسألة النزوح السوري والأضرار اللاحقة بلبنان واللبنانيين بسببه، لا تعالجُ بالمال، بل بال​سياسة​. وعليه ينبغي للاتحاد الأوروبي أن يلعب الدور السياسي المطلوب على صعيد المجتمع الدولي من اتخاذ القرار الذي يفرض عودة النازحين السوريين الى بلادهم كي يعملوا على إعادة إعمارها. وكلُّ ما عدا ذلك لا يعدو أن يكون عملية ترقيع مؤقّتة لا غير حتى لا نقول أكثر."

وتابع "أما عن العدوان الإسرائيلي، فمن الثابت أن اللبنانيين أجمعين متفقون على موقف واحد منه، ومن الكيانِ المغتصب. ومن غيرِ أن ننسى موقف كنيسة الملكيين الكاثوليك من أحقيّة القضية الفلسطينية، ونضالَ مطران القدس إيلاريون كبوجي من أجلها، يحسن التذكير بموقف البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير القائل: "إن ما يجري على حدودنا وبالقرب منا".

من جهته، أكد سفير جمهورية النمسا في لبنان رينيه بول آمري، اهمية ما تحقق في المتحف الملكي، مشيرا الى ان "قبل عامين أُعلن عن افتتاح متحف لكنيسة الروم الملكيين في زحلة. إنه لمن دواعي سروري اليوم أن أكون بينكم وأن أرى أخيرًا هذا المشروع يؤتي ثماره".