أكد منسق الحكومة اللبنانية السابق لدى قوات الطوارئ الدولية ورئيس المحكمة العسكرية السابق العميد منير شحادة، ان "الجبهة في الجنوب تشهد تصاعدا في وتيرة الاشتباكات وهذا عمل مقصود من قبل المقاومة وبدأت ذلك اعتبارا من عملية عرب العرامشة".

وفي حديث لـ"النشرة"، اعتبر شحادة ان "لهذا التصعيد رسالتين، الاولى هي الرد على التهديدات المتكررة من المسؤولين الاسرائيليين بشن عمل عسكري كبير في جنوب لبنان لدفع حزب الله للخروج الى شمال الليطاني، وبالتالي بدأت المقاومة باظهار بعض بعد تكتيكاتها واستخدمت اسلحة جديدة لتظهر للعدو ان لديها الكثير من المفاجآت".

ولفت شحادة الى ان "الرسالة الثانية لها علاقة بعملية رفح، وهي ان المقاومة جاهزة للتصعيد اذا قرر الاسرائيلي الدخول الى رفح وارتكاب المزيد من المجازر، وهذا على غرار ما اعلنته حركة انصار الله "الحوثيين" والمقاومة الاسلامية في العراق باستعدادهم لدخول مراحل جديدة من المواجهة".

واوضح ان "العملية التي قامت بها المقاومة في عرب العرامشة واستهداف المواقع المستحدثة، كانت مؤشرا واضحا للقدرات التي تمتلكها خصوصا لناحية التكتيكات والقدرة الاستخبارية والاستطلاعية، كما ان استهداف قاعدة ميرون بشكل متكرر واسقاط المنطادين، كل هذه العمليات جعلت اسرائيل تفقد السيطرة والتحكم الجوي بالجبهة الشمالية"، معتبرا ان "كل هذه العمليات ما كانت لتتم بهذه الطريقة لولا العمليات النوعية التي نفذتها في البداية باستهداف العواميد واجهزة التجسس المثبتة عليها، والتي كانت محط سخرية لدى البعض في لبنان والعالم العربي".

وشدد شحادة على انه "بناء على ما تقدم ونظرا لقدرات المقاومة الظاهرة والمخفية، وبما انها لم تستخدم حتى الان الى 20 بالمئة من قدراتها النوعية، في حين استخدمت اسرائيل 85 بالمئة منها، نجد ان اسرائيل مردوعة عن القيام بعمل عسكري كبير تجاه لبنان مع العلم ان احتمال ارتكاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لحماقة ما يبقى واردا في ظل المأزق الكبير الذي يعاني منه".