أشار وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال ​زياد المكاري​، خلال محاضرة بعنوان "السّعادة ودور الإعلام"، نظّمها تلاميذ ثانويّة التّنشئة الوطنيّة في فرن الشّباك، إلى أنّ "بعد سنتين من استلامي ​وزارة الإعلام​، وَجدت بأنّ هناك دورًا مهمًّا يجب أن نقوم به، وهو المصالحة بينكم وبين الدولة. أنتم نشأتم وكبرتم في بلد ممزّق، لا أمان ولا قوانين ولا عدالة اجتماعيّة فيه، وأنتم غير سعداء، وطموحكم أن تغادروه".

ولفت إلى "مسؤوليّة اللّبنانيين بتدبير بلدهم"، مركّزًا على أنّ "للأسف، ولغاية الآن نحن نستمرّ بتدمير بلدنا، ولكن ما يعطينا الأمل هو أنتم، فلا تخافوا أن تواجهوا هذا المجتمع وهذه الطّبقة السّياسيّة الّتي أنا جزء منها. ولذا أتمنّى أن يدخل الشّباب الّذين لم ينخرطوا بعد في الفساد إلى الإدارة، لتغييرها وتحسينها ولبناء ​لبنان​".

وعدّد المكاري، "الأزمات الّتي واجهت الشّباب واللّبنانيّين في السّنوات الخمس الأخيرة، ومنها: الانهيار الاقتصادي، جائحة "كورونا" الّتي أعادتنا إلى الوراء، انفجار مرفأ بيروت حيث خسرنا عاصمتنا في لحظة، النزوح السوري، والخوف هو من أن يدفع لبنان ثمنًا كبيرًا جرّاء هذا النّزوح الّذي يهدّد وجوده وديمومته وثقافته؛ لذا أتمنّى أن يعالَج هذا الأمر بشكل جدّي. هذا بالإضافة إلى الأزمة السّياسيّة الكبيرة المتمثّلة بغياب رئيس للجمهوريّة، الّذي لا تستقيم المؤسّسات في غيابه، وأخيرًا حرب غزة الّتي انتقلت إلى جنوب لبنان، وهذه العوامل كلّها تؤثّر على المواطنين؛ فلا أحد مرتاح".

وذكر أنّ "لبنان احتلّ المرتبة ما قبل الأخيرة من الدّول على قائمة أتعس الشّعوب في مؤشّر السّعادة العالمي. طبعًا هناك معايير تستند إليها المنظّمات والمؤسّسات يمكن ألّا تكون دقيقة، ولكن هناك شيء من هذا القبيل، فلا أحد سعيد ومرتاح، ولا يمكن الإنتاج والعطاء في ظلّ الشّعور بعدم الرّاحة".

كما شدّد على "أنّنا في بلد حرّيّات، ولا نريد قمع هذه الحرّيّات"، مشيرًا إلى ما قاله فور تعيينه وزيرًا للإعلام، بأنّ "للوزارة دورًا أساسيًّا جدًّا بعدم قمع الإعلام والاعلاميّين، بل بتسهيل دورهم وتأمين حرّيّة التّعبير لهم، فالدّور الأساسي للوزارة هو حماية الحرّيّات، وحماية حرّيّة التّعبير في لبنان". واعتبر أنّ "السّعادة عدوى والابتسامة عدوى، وهناك فرق شاسع بين شخص يبتسم وشخص لا يبتسم".

وركّز المكاري على أنّه "يجب على وسائل الإعلام التّركيز على الأخبار الإيجابيّة الّتي تعطي الأمل للنّاس، وهذا التّوجيه موجود دائًما، لكن لا يمكننا أن نفرض على المؤسّسات الإعلاميّة شيئًا. كما أنّ الإعلام يعكس الواقع على الأرض"، مبيّنًا أنّ "لدى كل البلدان مشاكل مع وسائل التّواصل الاجتماعي، وما توصّلت إليه بعض البلدان هو تعليم مادّة التّواصل الاجتماعي للتلامذة منذ الصّغر، واعتبار هذه المادّة للخير وليس للشّرّ، فيكون الاستثناء هو الشّرّ، وهذا ما نسعى اليه أيضًا مع وزارة التربية والتعليم العالي في لبنان".

وأوضح أنّ "الإعلام يعاني من الأخبار الزائفة وخطاب الكراهيّة، وهذا مرض عالمي وليس مرضًا لبنانيًّا فقط ويجب تصحيح الاخبار الزّائفة".