أحيا الجسم القضائي الذكرى الـ25 لاغتيال القضاة الأربعة حسن عثمان، عماد شهاب، عاصم ابو ضاهر ووليد هرموش الذين اغتيلوا فوق قوس المحكمة في صيدا في 8 حزيران من العام 1999، في احتفال أقيم في قاعة قصر عدل صيدا.
بدوره، ذكر وزير العدل في حكومة تصريف الأعمال هنري خوري أنّ في الذكرى الـ25 لجريمة اغتيال القضاة الأربعة على قوس العدالة، "كنا نتمنى ان نحييها هذا العام وقد تم وضع المحكومين خلف القضبان لينفذوا عقوبتهم لتبرد بذلك قلوبنا وقلوب عائلات الشهداء"، معتبرا انه "مهما فعلنا فإننا نبقى مقصرين بحق من قدم نفسه قربانا للعدالة. لتكن ذكراهم خالدة في قلوبنا نستمد منها العزيمة والقوة".
وألقى عمر عماد شهاب كلمة باسم عائلات الشهداء، فأكد "أننا لن نركع أمام الأشرار ولن نقبل بمس هيبة العدالة التي تحمي كل مظلوم وتردع كل ظالم، ولن نقبل بعد اليوم ان تبقى الدمعة الصامتة على وجوهنا، بل سيبقى رأسنا مرفوعا لأننا ابناء العدالة الصادقة".
وقالت الرئيسة الاولى لمحاكم الجنوب بالتكليف القاضية رين مطر: "أقف أمامكم اليوم ولن أتكلم عن الحزن والأسى اللذين ألما بالجسم القضائي على غياب شهدائنا القضاة، لأن غيابهم خطيب ماهر لا يحتاج الى كلماتنا. لكن هذه الذكرى ككل عام تأتي، لا لنتذكر فنحن لم ننس ولكن لنعتبر ونتعلم ممن عشق العدل وحارب الظلم بصمت واستشهد من أجلهما. لكن لا نستطيع منع أنفسنا عن التساؤل عن الحقيقة والعدالة، فكيف اذا كان المغدور نفسه حاملا لشعلة الحق وفارسا في ميدان العدالة".
من جانبه، اعتبر رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود، أنّ "القضاء اللبناني قادر على مواجهة كل التحديات ومؤهل لتخطي كل الصعوبات، وقضاة لبنان مستعدون للبذل والعطاء وصولا الى التضحية فالشهادة"، ورأى أن "المسيرة القضائية مزدانة بقضاة كثر استجمعوا فضائل القضاء من استقلالية وشجاعة وعلم".
وتوجه الى المشككين بالقضاء قائلا: "إن هذا القضاء وحده هو الاساس في بناء الدولة الجديدة دولة الحق والقانون والعدالة، وهذا لامر لن يستجدى ولن يكون سهل التحقق من دون مبادرات وتضامن وتضحيات، فتتكرس الاستقلالية لقضاء يستحق شرعيته من عدالة مطلوبة منه حتى الشهادة".
وتحدث نقيب المحامين في بيروت فادي المصري، فقال: "لقاؤنا اليوم الذي يتجدد كل سنة في هذه القاعة، لنتذكر الجريمة المروعة التي لم تهز الجسم القضائي فقط بل الضمير الوطني"، واعتبر ان "تكريم الشهداء الذين سقطوا لا يقف بوضع اكاليل الزهور على نصبهم التذكاري كل سنة، بل يستمر عبر أداء عملنا كقضاة ومحامين لإرساء دولة القانون والمؤسسات".
وأمل ان "تأتي الذكرى المقبلة ويكون قد تم القاء القبض على المجرمين الصادرة بحقهم احكام من المجلس العدلي".
ورأى أن "بسط سلطة الدولة على كل اراضيها المفتاح الوحيد لاستكمال بسط العدالة التي لا تكتمل من دون الأمن وفرض سلطة القانون على كل المواطنين"، واعدًا باسم نقاية المحامين "الوقوف دائما الى جانب القانون والحق والعدالة، ويدا بيد مع القضاء والقضاة ووزارة العدل التي تقوم بواجباتها على أكمل وجه من خلال عملنا معها لنؤدي الامانه كما يجب".
وفي الختام، تم وضع اكاليل من الزهر على النصب التذكاري للشهداء الاربعة باسم الوزير خوري وعبود والمصري والمحامي اسامه ابو ظهر باسم نقابة المحامين في صيدا، كما وضع الناجي من محاولة الاغتيال المحامي سالم سليم اكليلا على النصب.