أشار أستاذ التواصل الإستراتيجي والعلاقات الحكومية في باريس الدكتور نضال شقير، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن نتائج إنتخابات البرلمان الأوروبي كانت متوقعة، مشيراً إلى أن التداعيات ستكون محلية في أكثر من دول أوروبية، وهي مؤشر على إتجاه أوروبا في السنوات المقبلة.

وأوضح شقير أنه في فرنسا، على سبيل المثال، أثبت رئيس التجمع الوطني جوردان بارديلا نفسه بقوة على الساحة السياسية، معتبراً أن خطوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بالذهاب إلى حل البرلمان والدعوة إلى إنتخابات مبكرة، ذكية جداً لكن فيها مخاطرة، مشيراً إلى أن ماكرون فضل إعطاء الخيار لهم من الآن.

ولفت شقير إلى أن هناك صعوبة كبيرة ل​أحزاب أقصى اليمين​ بالفوز في الإنتخابات البرلمانية الفرنسية، خصوصاً أن نظام الإنتخاب أكثري على عكس ما هو الحال في ​الإنتخابات البرلمانية الأوروبية​ حيث النظام نسبي، موضحاً أن ماكرون، من خلال الدعوة إلى الإنتخابات المبكرة، قد يكون يفكر في قطع الطريق على هذه الأحزاب بالنسبة إلى الإنتخابات الرئاسية في العام 2027.

وأشار إلى أن أحزاب أقصى اليمين في فرنسا في حال فازت في الإنتخابات البرلمانية، ستكون إمام إمتحان تطبيق الشعارات التي تنادي بها، وبالتالي ماكرون أراد بدل إستلام هذه الأحزاب رئاسة البلد فوراً، تسليمها رئاسة الوزراء على سبيل المثال، أما المعارضين لهذا المد فليس أمامهم إلا خيار التوحد خلف حزب ماكرون، لكن في حال نجحت أحزاب أقصى اليمين في الحكم ستكرس نفسها على نحو أكبر.

على الرغم من ذلك، أوضح شقير أن المؤشرات الحالية توحي بأن المد اليميني في أوروبا سيستمر ويتوسع في المرحلة المقبلة، طالما أن ملف الهجرة لم يعالج بشكل سليم، لافتاً إلى أن أحزاب أقصى اليمين تركب موجة ملف الهجرة من أجل العمل على توسيع رقعة الإستقطاب الشعبي، حيث أن المواطن الأوروبي خائف على مستقبله وهويته، لكنه رأى أنها عندما ستصل إلى السلطة ستصطدم بالواقع المرير، كما حصل، على سبيل المثال، مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي اضطرت إلى العودة إلى الخطط الأوروبية في هذا المجال بعد أن كانت تشير إلى أن الحل عندها، موضحاً أنه في أوروبا هناك نوعين من أحزاب أقصى اليمين، الأول هو النوع الواقعي أما الثاني فهو النوع الخيالي.