ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط"، أنّه "تدور المبادرات الرئاسية في لبنان في حلقة مفرغة مع تصلب مواقف الأفرقاء، وإن كان هناك من يعوّل بحذر، على ليونة المواقف التي بدأت تظهر لدى البعض، وتحديداً عبر تقريب المسافة الرئاسية بين رئيس البرلمان ​نبيه بري​ وحزب ​القوات اللبنانية​".

وأعطت مصادر في الحزب "التقدمي ​الاشتراكي​" للصحيفة قراءة للحراك الذي يقوم به تكتل "​اللقاء الديمقراطي​" في محاولة لإنهاء الأزمة الرئاسية المستمرة منذ 20 شهراً، والذي كان قد سبقته مبادرة "الاعتدال الوطني"، وأتى بعده حراك رئيس ​التيار الوطني الحر​ النائب جبران باسيل، ملاقياً رئيس البرلمان نبيه بري عبر تأييده الحوار.

وبحسب الصحيفة، فقد رمت المصادر "كرة التصلب في ملعب الفريقين اللذين يتبادلان الاتهامات بالتعطيل، أي الثنائي الشيعي (​حزب الله​ وحركة أمل) والمعارضة، وبشكل أساسي حزب "القوات اللبنانية" وحزب "الكتائب اللبنانية"، متحدثة عن "احتدام سياسي وكسر «عضم» بين «الشيعية السياسية»، الموحدة، والمارونية السياسية المتفرقة".

وذكرت المصادر لـ"الشرق الأوسط" أن "الجانبين متمسكان بموقفيهما، الثنائي لا يقبل بالتراجع عن فكرة الحوار والمعارضة ترفضه وترفض أن يكون برئاسة رئيس البرلمان نبيه بري، رفضاً لتكريس الأعراف، مع إشارة إلى بعض الليونة غير الكافية للحديث عن إيجابية ما. وما يعمل عليه اليوم، الاشتراكي هو عدم مأسسة الحوار عبر طرح إجراء التشاور في موازاة جلسات الانتخاب، أي بين جلسات الانتخاب التي يبدو واضحاً أنها حتى الآن لن تؤدي في البداية إلى انتخاب رئيس، على أن تكون برئاسة رئيس البرلمان، وهذا ما يبدي ليونة بشأنه الطرفان من دون أن تصل إلى إيجابية أو موافقة نهائية. مع العلم، أنه من ضمن الطروحات التي يطرحها القوات هو إجراء التشاور بين جلسات الانتخاب في البرلمان على أن تكون فيما بين الكتل مع بقاء الخلاف حول رئاسة بري له".

وإضافة إلى ذلك، يعمل "الاشتراكي" على "تعهد الكتل بعدم تعطيل النصاب المطلوب لجلسات الانتخاب، وهو ما لم يحصل بشكل واضح وصريح حتى الآن"، بحسب المصادر.

هذا، واعتبرت أوساط سياسية مطلعة لـ"اللواء" أن خلاصة الحراك الذي قام به اللقاء الديمقراطي أظهر أن المسافات لا تزال بعيدة بين الأفرقاء، وأن الخرق المطلوب لم يتحقق، على أن اللقاء لا يرغب في نعي حراكه أو مسعاه بسبب الحاجة إليه كخطوة داخلية تحرك الجمود فيه.

ورأت هذه الأوساط أن إطلالات عدد من نواب اللقاء على الإعلام من شأنها أن تشرح ما تحقق حتى الآن، مع العلم أن وليد جنبلاط بدوره ستكون له سلسلة اتصالات.

أما بالنسبة إلى مبادرة التيار الوطني الحر التشاورية، فهي وفق المصادر نفسها "تواجه مطبات عديدة، وتبين لدى البعض أن المقصود منها إرضاء بري لثمن معين"، مشيرة إلى أنه "في كل الأحوال أتاه الجواب الواضح من المعارضة برفض الالتفاف على الدستور وتكريس سوابق معينة".

ووصفت مصادر من المعارضة لـ"اللواء" تحرك رئيس التيار الوطني الحر او ما اطلق عليه بالمبادرة، لإخراج موضوع ​الانتخابات الرئاسية​ من الجمود الذي يدور فيه، بأنه "مبتذل، وليس مبنيا على أسس مقبولة، تؤهله لكي يستقطب القوى السياسية المعارضة حوله، ويشكل قوة دفع سياسية فاعلة لعملية انتخاب رئيس للجمهورية، لاسيما وانه ظهر بوضوح أنه يسعى للقوطبة على تحرك اللقاء الديموقراطي الذي سبقه بتحركه، وهو يحاول ان يحشر نفسه حشرا بمساعي اخراج ملف الانتخابات الرئاسية من الجمود".

وقالت إنّ "باسيل يحاول ان يستقطب بعض المعارضين من حوله، ليشكل قوة نيابية ناشطة، يكون له الدور المؤثر فيها، لاختيار رئيس الجمهورية المقبل. الا ان تحقيق هذا الهدف دونه العديد من العقبات والعراقيل، اولها ان تحرك باسيل يحصل لهدف خاص، له علاقة باعادة الحرارة الى علاقاته التي تضررت مؤخرا مع الثنائي الشيعي وتحديدا حزب الله بعد سلسلة من الاهتزاز والتصدع، وهو ما ظهر بسرعة بعد لقائه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي وصف باسيل أنه احسن من غيره، في إشارة غير مباشرة لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع".

واعتبرت المصادر ان "باسيل الذي سلف بري تأييده عقد الحوار قبل الانتخابات الرئاسية، لا يتمتع بالحد الادنى من الثقة، لكي يتم التعاطي معه بجدية وعلى المدى البعيد".

في سياق آخر، أشارت صحيفة "الجمهورية"، إلى أنّ حركة الإتصالات الأميركية ما زالت متواصلة لاحتواء ​التصعيد​ في جبهة الجنوب. وفي هذا الإطار كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ"الجمهورية" ان "القنوات الديبلوماسية شهدت زحمة ملحوظة في الايام الاخيرة، وحملت الى لبنان، إشارات ورسائل مباشرة وغير مباشرة من مستويات دولية متعددة، لا سيما من الاميركيين والفرنسيين بالدرجة الاولى، تحثّ الجانب اللبناني على العمل على خفض التصعيد والضغط على حزب الله لتجنّب الانزلاق الى حرب، وفي الوقت نفسه تمارس واشنطن ضغطا متزايدا على اسرائيل، ويبدو انها نجحت في فرملة الاندفاعة الاسرائيلية الى الحرب".