أكد منسق الحكومة اللبنانية السابق لدى قوات الطوارئ الدولية ورئيس المحكمة العسكرية السابق العميد منير شحادة أن لا علاقة لـ"حزب الله" بحادثة مجدل شمس، مشيراً إلى أن "المقاومة لم تستهدف في أي مرة مدنيين إسرائيليين، فكيف هو الحال بالنسبة إلى أبناء هذه البلدة، كما أن ليس مصلحة في ذلك".
ورد شحادة على الإدعاءات الإسرائيلية، موضحاً أن تل أبيب تتحدث عن أن القصف هو بصاروخ فلق، في حين أن مدى هذا الصاروخ 10 كيلومتر بينما المسافة بين الحدود اللبنانية ومجدل شمس أكثر من 10 كليومتر، كما لفت إلى أن صاروخ فلق يحمل رأس متفجر 110 كليو غرام من المتفرجات، بينما الفيديوهات تظهر أنه إنفجار بسيط أصغر من هذا النوع من الصواريخ، مضيفاً: "لو كانت بصاروخ فلق كانت ستكون جميع المباني في المكان مدمرة، كما أن عدد الضحايا سيكون أكبر، وأيضاً كنا سنجد حفرة كبيرة جداً"، وبالتالي كل هذه الأمور تثبت أن الإدعاء الإسرائيلي كاذب.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح شحادة أن هناك فيدو آخر صوره أحد المواطنين في مجدل شمس، يظهر صاروخ أرض جو كان صاعداً ثم سقط في المنطقة، لافتاً إلى أن هذا الأمر يتكرر كثيراً في الأخطاء التي تحصل من القبة الحديددية.
على الرغم من ذلك، شدد شحادة على أن إسرائيل ليست بحاجة إلى عذر كي تهاجم لبنان، حيث أنها تتعرض لضربات مؤلمة منذ أكثر من 10 أشهر، وهناك نحو 120 ألف نازح من المستوطنات الشمالية وقتلى من الضباط العسكريين، وهي نفسها أحصت أكثر من 1000 مبنى مدمر في تلك المستوطنات، لكنه أوضح أن التجييش الحالي ومحاولات إستغلال الحادثة هدفها تحشيد الرأي العام المحلي والعالمي، تحديداً الغربي، على قاعدة أنها تعرضت لمجزرة ويحق لها الرد بقوة وعنف وممنوع على الحزب الرد، كما تسعى إلى إشعال فتنة بين المقاومة وأبناء الطائفة الدرزية.
ورأى شحادة أن إسرائيل بحاجة إلى تنفيذ ضربة مختلفة عن كل ما قامت به في الأشهر الماضية، بحيث تكون قاسية ومؤلمة واستراتيجية لرد الإعتبار، في حين هي تقول أنها لا تسعى إلى الحرب وتتحدث عن ضربة لا تؤدي إلى ذلك، مشيراً إلى ضغوطات وإتصالات غربية مع الجانب اللبناني للضغط على الحزب، من أجل تمرير ضربة من هذا النوع، على أساس تثبيت مسؤولية الحزب عن الحادثة رغم نفيه ذلك، في حين أن الحزب أكد أنه لن يعطي أي ضمانات وسيرد على أي ضربة تنفذها إسرائيل بحسب حجمها.
وفي حين تطرق شحادة إلى أن الخلافات الإسرائيلية الداخلية، لفت إلى أن لدى "حزب الله" ترسانة كبيرة من الصواريخ وبنك أهداف كبير كشف عنه في رسائل الهدهد المتعددة، وبالتالي هو سيلحق، في الساعات الأولى من أي عدوان، ضرراً كبيراً بإسرائيل، موضحاً أن الأوساط الإسرائيلية تدرك هذا الأمر جيداً، مذكراً بأنه عند إغتيال القيادي في الحزب "أبو طالب" تم إطلاق في اليوم الأول 270 صاروخاً وفي اليوم الثاني 150، وحينها تحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أن "حزب الله" جن جنونه، ويسأل: "كيف سيكون هو الواقع عندما يطلق نحو 3000 صاروخ في اليوم، بحسب التقديرات الإسرائيلية، من الصواريخ البالستية والدقيقة والمدمرة والبعيدة المدى".
وبينما أوضح شحادة أن هذا هو الرادع الأول، لفت إلى أن الرادع الثاني هو الضغوط الأميركية على تل أبيب لمنعها من الذهاب إلى عدوان شاملا على لبنان، لأن ذلك سيؤدي إلى حرب شاملة في كل المنطقة، مشيراً إلى حالة من الترقب في الوقت الراهن، حيث تدرس إسرائيل الضربة المزعومة بسبب الإدعاء المزعوم، وهي ترفض الدعوات إلى التحقيق التي صدرت عن بغض الدول الغربية من أجل تحديد الجهة المسؤولة عن الحادثة.
ولفت إلى أن المؤكد أن سيكون هناك ضربة، وبحسب ما يتم التداول به سيتم تحييد بيروت والضاحية الجنوبية والمدنييين وستكون ضد أهداف عسكرية، مشدداً على أن المقاومة سترد حسب نوع الضربة وحجمها، وبالتالي إذا تخطت إسرائيل الخطوط الحمراء ستتخطى المقاومة الخطوط الحمراء.
أما بالنسبة إلى إمكانية أن يقود ذلك، أي العمل والعمل المضاد من قبل "حزب الله"، إلى تدحرج الأمور نحو الحرب الشاملة، فلفت إلى أن الأمر يعود إلى إسرائيل وإلى الضربة التي ستقوم بها والأهداف التي ستختارها.
وأشار شحادة إلى أن الإدعاءات الإسرائيلية الكاذبة تبدأ منذ السابع من تشرين الأول الماضي، عندما تحدثت عن قطع رؤوس أطفال وإغتصاب نساء ومقتل 1200 شخص خلال إحتفال في الصحراء، تبين أن طائرة إسرائيلية هي من قتلتهم، وهي لا تزال تمضي بسردية أن هناك إرهاباً قد حصل ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تحدث عن ذلك في خطابه أمام الكونغرس الأميركي، كما لفت أيضاً، في هذا المجال، إلى الإدعاءات الكاذبة التي رافقت إستهداف المستشفى المعمداني في غزة، وبأن موظفين من وكالة "الأنروا" شاركوا في الحرب، معتبراً أن المشكلة تكمن بأن الغرب يسير بالسردية الإسرائيلية دون تردد أو تحقيق، بدليل تحميل وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن "حزب الله" المسؤولية عن حادثة مجدل شمس دون أي دليل يستند إليها.