أشار الأمين العام لـ"حزب الله" الشّيخ نعيم قاسم، في كلمته لمناسبة "عيد المقاومة والتّحرير"، إلى "أنّنا نحتفل اليوم بِعيد المقاومة والتحرير للسنة الخامسة والعشرين، هذا العيد الذي تَوج مكانة لبنان في المنطقة والعالم، هذا العيد الذي استطاع أن يَقلب المعادلة وينقل لبنان من الضعف إلى القوة، والذي جعل اللبنانيين يعيشون الكرامة والعزة والسيادة على أرضهم".
وذكّر بأنّ "إسرائيل احتلت فلسطين، وبدأت تعتدي على لبنان وعلى دول عديدة في المنطقة، ولم يكن أمام لبنان إلا أن يُواجه بالمقاومة، لأن جيشه لم يكن قادراً على دفع العدو الإسرائيلي، وكل الظروف الدولية كانت تُساند هذا العدو. فإذاً كانت نشأة المقاومة طبيعية جداً مع شعبٍ أبيٍّ لا يقبل الذل ولا الاحتلال ولا أن يكون مُستسلماً لهذا العدو".
ولفت قاسم إلى أنّ "المقاومة الفلسطينية جاءت لِتكون رأس حربةٍ من موقع لبنان، وكذلك ساندها قوى وطنية وإسلامية، وبالتالي بدأت تنمو هذه المقاومة في الستينيات والسبعينيات بشكلٍ مباشر. وبرز الإمام المغيّب موسى الصدر كإمام للمقاومة وقائد لِهذه المسيرة المقاومة في السبعينيات بإنشاء حركة "أمل" لِمواجهة العدو الإسرائيلي بشكل منظم في سنة 1974".
وأوضح أنّ "خلال هذه الفترة، وجدنا أن إسرائيل تحت عنوان "عملية الليطاني" لإبعاد المقاومة الفلسطينية واللبنانية من الحدود، قامت باحتلال قسم من الأرض اللبنانية. وفي سنة 1978، صدر قرار عن مجلس الأمن الدولي رقمه 425، يدعو إسرائيل إلى أن تنسحب من الأراضي اللبنانية، لكنها لم تنسحب وأنشأت ما سُمي وقتها "دولة لبنان الحر" برعاية إسرائيل من خلال الرائد سعد حداد في 18 نيسان سنة 1979".
كما بيّن أنّ "هذا الإنشاء هو خطوة أولى من أجل اقتطاع قسم من لبنان، ومن أجل التهيئة لإقامة المستوطنات لاحقاً. وبعد فترةٍ من الزمن غيروا الاسم أصبح "جيش لبنان الحر" في سنة 1980، ثم سُمي بِجيش لبنان الجنوبي في سنة 1984. كل هذه الخطوات في التسمية وفي التعديل مع سعد حداد ومن بعده، من أجل أخذ قطعة من الأرض".
وركّز قاسم على أنّه "ثم حصل الاجتياح الإسرائيلي سنة 1982 ووصل إلى العاصمة بيروت، وهذا الاحتلال ادّعى بأنه يُريد إخراج منظمة التحرير الفلسطينية والفلسطينيين من لبنان. حصل هذا الخروج إلى تونس، وبالتالي كان يُفترض أن الهدف الإسرائيلي تحقق، لكن إسرائيل بقيت، وحاولت أن تفرض اتفاق 17 أيار سنة 1983".
وأفاد بأنّ "هذا الاتفاق كاد أن يسري بعد أن وُقع من قبل المجلس النيابي، لكن هناك مقاومة حقيقية على المستوى الشعبي والعلمائي والوطني، استطاعت بالتعاون مع سوريا وقتها أن تمنع إسرائيل من عقد هذا الاتفاق المُذل الذي يُعطيها ما تُريد"، مشيرًا إلى أنّ "المقاومة استمرت في عملها، و"حزب الله" بدأ يتكون بشكل رسمي وشعبي في سنة 1982، وبالتالي خاض مع المقاومين الآخرين عمليات دائمة ومنفردة وفي أماكن مختلفة من جنوب لبنان، وحيث يتواجد العدو الإسرائيلي في كل منطقة الاحتلال".
وأضاف: "تحت ضربات المقاومة، انسحبت إسرائيل سنة 1985، أي بعد ثلاث سنوات من الاجتياح الإسرائيلي. انسحبت إسرائيل إلى الجنوب اللبناني إلى ما سُمي وقتها "الشريط الحدودي اللبناني" الذي بلغت مساحته 1100 كيلومتر مربع. ومن سنة 1985 إلى سنة 2000، كان الشريط الحدودي مُحتلا من قبل العدو الإسرائيلي، والعنوان الوحيد للمواجهة والأساسي للمواجهة هو المقاومة".
وذكر قاسم أنّ "أصواتا كثيرة خرجت في لبنان تتحدث عن أن العين لا تُقاوم المخرز، وتُحاول أن تُثبط العزائم، وتقول إن المقاومة لا تستطيع أن تُغير الواقع، ولنذهب إلى الدبلوماسية ونتعاطى من خلال السياسة لِنخرج إسرائيل، لكن من سنة 1978 مع القرار 425 لم تخرج إسرائيل. إذاً كان لا بُد من استمرار العمليات وتحمل التضحيات والعطاءات والدماء".
وشدّد على أنّه "كان هناك تصميم حقيقي وإرادة حقيقية من أجل مواجهة هذا العدو بالمقاومة لِيخرج من الأرض. ومع هذا التصميم وجد الإسرائيلي أنه لا يستطيع أن يستقر على الأرض اللبنانية، فبدأ منذ 1999 يتنافس رؤساء الوزراء الإسرائيليين المحتملين آنذاك، بلائحة انتخابية تتحدث عن الانسحاب من جنوب لبنان".
وكشف أنّهم "حاولوا قبل الانسحاب أن يعقدوا اتفاقًا، لكن لم يتجاوب لبنان، وحاولوا من خلال سوريا التي كان لها سيطرة على الواقع اللبناني، لكن سوريا لم توافق على أي اتفاق. وإذ بالإسرائيلي يخرج قبل الموعد المتوقع، ويُنهي خروجه في 24 أيار، ونُعلن 25 أيار يوم التحرير".
إلى ذلك، أكّد الأمين العام لـ"حزب الله" أنّ "هذا انتصار كبير جدًا للمقاومة، هذه علامة عظيمة للشعب العزيز المجاهد المعطاء المضحي، الذي استطاع أن يكسر إسرائيل في أول انتصار وخروج إسرائيلي من أرض محتلة من دون قيد ولا شرط. لم يكن هناك اتفاق، ولم يحصل اتفاق. حتى يساعدوا الإسرائيلي على أن يعقد اتفاقًا بطريقة ملتوية، رفضت الأمم المتحدة ومجلس الأمن أن يرسلوا قوات طوارئ دولية إلا أن يكون هناك تفاهم ما برعاية أممية، لم يتفاهم معهم أحد".
ولفت إلى أنّهم "راهنوا أنهم إذا انسحبوا في 25 أيار وما قبله، فإن مشاكل معينة ستحصل بين المقاومين وشعب المقاومة، وتحصل هناك مشاكل طائفية بين المسلمين والمسيحيين، وأيضًا ستحصل عمليات اغتيال، سيكون هناك مشاكل وتعقيدات، هذا يثير الفتنة الداخلية في لبنان، ويعقّد الأمور على المقاومة وعلى لبنان؛ لكن لم تحصل ضربة كف واحدة".
ونوّه إلى أنّه "عندما حصل انسحاب إسرائيلي من جانب واحد، بقي الجنوب من دون قوات طوارئ أكثر من سنة، والسبب هو محاولة الضغط على المقاومة والدولة اللبنانية، حتى يجري حلولًا تتناسب مع إسرائيل، وعندما رأوا أنه لا يوجد إمكانية أرسلوا قوات الطوارئ الدولية".
واعتبر قاسم أنّ "عيد التحرير غيّر مسار المنطقة سياسيًا وثقافيًا وجهاديًا، ونقلنا من الإحباط إلى الأمل، ومن الخنوع إلى المقاومة، ومن الذل إلى العز، ومن الهزيمة إلى النصر. وانتقلت المقاومة من كونها مشروعًا قابلًا لتحقيق التحرير والنصر، إلى دعامة ثابتة للبنان المستقبل القوي". وركّز على أنّ "المقاومة صنعت تحرير لبنان واستقلال لبنان الجديد، واستطاعت أن ترفع من مكانة لبنان إلى القوة، وإلى الدور المهم في المنطقة. المقاومة هي التي استجلبت كل القوى الأجنبية لتعلم أن لبنان لا يمكن التعاطي معه إلا على قاعدة الند للند".
وأوضح "أنّنا في السابق كنّا نتحدث عن أهمية المقاومة، أما بعد عيد المقاومة والتحرير، أصبحت المقاومة مكوّنًا أساسيًّا من مكوّنات لبنان، لأن مشكلة العدو الإسرائيلي لا زالت موجودة وهو دائمًا يقوم بالاعتداء". وتوجّه بالشكر إلى قائد الجيش اللبناني العماد رادولف هيكل،" الذي أصدر بيانًا يعبّر عن وطنيته ووطنية الجيش ومكانته ودوره. هو قال: هذه مناسبة تاريخية بإنجازاتها، والتحرير إنجاز وطني. أنا أؤكد له وللجميع: سنبقى دائمًا في مقولة وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة من أجل أن نصنع المستقبل ونصنع التحرير".
كما عدّد "خمسة استنتاجات يمكن أن نستنتجها من عيد المقاومة والتحرير:
- أولًا، إن المقاومة نشأت لضرورة في المواجهة، لأنه لا يمكن أن يبقى لبنان بلا مواجهة لهذا العدو، والمقاومة هي الحل الطبيعي عندما لا يكون الجيش قادرًا، وهي السند للجيش عندما يكون قادرًا.
- ثانيًا، نقلت لبنان من الضعف إلى القوة.
- ثالثًا، المقاومة تبيّن أنها الخيار الوحيد للتحرير.
- رابعًا، انتهت قدرة إسرائيل على التوسع في لبنان، لم تعد قادرة على أن تقضم في لبنان أو أن تتوسع في لبنان، حتى ولو قامت بأعمال متعددة.
- خامسًا، زمن الانتصارات الذي افتتح بهذا الانتصار العظيم في أيار سنة 2000 أحدث تحوّلًا في فلسطين المحتلة، وانطلقت مجددًا المقاومة المسلحة، وصنعت المعجزات، واستطاعت أن تُربك هذا العدو، وأن تجعله على طريق الزوال إن شاء الله".
وأعلن قاسم أنّ "المقاومة مستمرة، هي خيار الشعب وخيار المؤمنين بها. المقاومة خيارٌ وشعبٌ وإرادة. وإذا كان هناك أحد يناقش: هل ستبقى المقاومة أم لا؟ سنقول له: باقية، بالدماء وبالعطاءات وبالعز وبالانتصارات وبالشموخ وبالكرامة وبالشهداء والجرحى والأسرى باقية".
وتابع: "هذه المقاومة، إذا أردت تعريفها مجدداً، هي مقاومة دفاعية، هي رفض للاحتلال، هي عدم الاستسلام. المقاومة خيار، أحياناً تقاتل وتردع، وأحياناً تصمد وتمنع، وأحياناً أخرى تصبر وتبقى جاهزة. المقاومة لا يعني أن يكون هناك سلاح متنقل في كل يوم أو يقصف في كل يوم. المقاومة منهج، اتجاه. السلاح أداة تُستخدم وقت الحاجة وبالطريقة المناسبة وبتقدير المصلحة. لذا، المقاومة هي فعل إرادة وشعب وخيار".
إلى ذلك، أشار إلى أنّ "في مواجهة ما حصل من عدوان إسرائيلي، عقدت الدولة اللبنانية اتفاق وقف إطلاق النار بشكل غير مباشر مع الكيان الإسرائيلي، الدولة اللبنانية التزمت، ونحن التزمنا كمقاومة بالكامل. في المقابل هناك 3300 خرق إسرائيلي، أي عدوان، ونحن الآن مستمرون في تلقي العدوان الإسرائيلي".
وشدّد قاسم على أنّه "ليكن واضحاً عند الجميع، لا تطلبوا منا شيئاً بعد الآن. فلتنسحب إسرائيل، وتوقف عدوانها، وتُفرج عن الأسرى، وتنتهي من كل الالتزامات الموجودة في الاتفاق، وبعد ذلك لكل حادث حديث". ورأى أنّ "أميركا هنا تتحمل المسؤولية، لأنها هي التي ترعى استمرار العدوان، كما رعته في بدايته، هنا وفي غزة وفي كل مكان".
وجزم أنّ "الدولة يجب أن تتحرك بفعالية أكبر، طالبوهم، أسكتوهم، اصرخوا في وجوههم. لبنان يجب أن يكون قوياً واثقاً حراً مع أبنائه ومع شعبه. لا تخافوا من شيء، ماذا سيفعلون بكم إذا رفعتم الصوت؟ إذا تحدثتم في مجلس الأمن؟ إذا أرسلتم إلى كل الدول؟ إذا تحركت الدبلوماسية اللبنانية؟ إذا كان مجلس الوزراء في كل جلسة يرفع صوته؟ إذا كان كل واحد من المعنيين يتحرك؟ هذا يجب أن يحصل، حتى نَصرعهم بكثرة المواقف والضغوطات. الدولة هي المسؤولة".
وكرّر أنّه "إذا فشلت الدولة في أدائها، وهي لديها الفرصة، فالخيارات الأخرى موجودة. لا تسألوني عن الخيارات الأخرى ما هي، لكن يمكنكم أن تعرفوا أن المقاومة لا تسكت على ضيم، والمقاومة لا تستسلم. الآن تصبر، تتحمل، أخذت موقف أن الدولة هي التي ستتصدى، هذا أمر يحتاج إلى بعض الوقت، نحن نعطي بعض الوقت، لكن يجب التحرك".
واعتبر أنّ "الحرب لم تنتهِ بعد مع العدو الإسرائيلي، لأنه لم يلتزم، ولا يظنن أحد أن ما تفعله إسرائيل سيؤدي إلى تراجعنا"، مؤكّدًا أنّ "إسرائيل ستسقط. لا أعلم متى، لكن هذا الظلم الكبير لا يمكن أن يستمر، ولا يمكن أن يستقر. قد تسقط إسرائيل بخلافات داخلية، أو بنمو جديد للمقاومة وقوة حقيقية، قد تسقط إسرائيل لأن أميركا أصبحت عاجزة عن دعمها، لا نعلم كيف تأتي الأمور لتسقط إسرائيل، لكننا واثقون أن الظلم لا يمكن أن يستقر على الأرض".
وأردف قاسم: "أميركا اليوم، بالنسبة للبنان، تتجاوز حدود سيادة بلدنا. لتتوقف أميركا عن التباهي بالنفس أنها تعطي تعليمات للمسؤولين، وتحاول الضغط على لبنان. أنتم تعملون بطريقة خاطئة. وإذا كانت تعتقد أميركا أنها بالضغط على المسؤولين اللبنانيين وعلى لبنان تستطيع أن تحقق الشروط الإسرائيلية، أقول لها: لن تحققوا ما لم يتحقق في الحرب، وهذه الشروط لن تتحقق مهما بلغت التضحيات وكلفتنا المواجهات. لا أحد يهددنا، نحن لا نُهدَّد".
وذكر أنّ "أمامنا خيارَين لا ثالث لهما: إما النصر وإما الشهادة، ونحن مستعدون لهما. لكن تهديد، وانسحاب، واستسلام، وتسليم؟ هذا غير وارد على الإطلاق"، مبيّنًا أنّه "كما أنّ لا أحد يستطيع أن يُزيح لبنان عن مكانه، كذلك لا أحد يستطيع أن يُزيح المقاومة عن الأرض اللبنانية، لأن المقاومة أصبحت مجبولة بالأرض وبكيان لبنان، وكيان لبنان دعامته المقاومة وأهلها وشعبها، وهذه الدعامة لا بدّ أن تبقى ليبقى لبنان".
كما نصح الرئيس الأميركي دونالد ترامب "أنك أمام فرصة العمر للتحرر من قبضة إسرائيل. ما دام أنك أنت تفكر بأنك تريد أن تسيطر على العالم اقتصادياً، فإسرائيل عبء، كانت "ستفركشك" في اليمن، ولكنك كنت شاطرًا، انسحبت من اليمن وتركت عندك بعض ماء الوجه. اليوم إعطاء إسرائيل المجال لتستمر في غزة وتستمر بالعمل في لبنان، هذا سيضيّع على أميركا فرصة مهمة للاستثمار في لبنان وفي المنطقة. إسرائيل إلى الهاوية، أوقفهم عند حدهم، لأنهم لا يستمرون إلا بسببك أنت. ترامب هو الذي يعطيهم الروح للاستمرار في العدوان".
وركّز الأمين العام لـ"حزب الله"، على أنّه "لا يوجد في لبنان استقرار في منطقة، وعدم استقرار في منطقة ثانية. لبنان كله يستقر أو كله لا يستقر. الاستقرار ليس مجزّأً، الاستقرار كامل، ويتم بتكاتف كل المكونات وأن تطمئن إلى بعضها. لا أحد يعزل أحداً، هذا وطننا جميعاً، رويناه بالدم ولن ينتزعه منّا أحد، ولن ينتزعنا منه أحد".
ووجد أنّ "إعادة الإعمار دعامة الاستقرار الأولى، وأمن المواطن في كل الوطن بهذا الإعمار وبهذا الاستقرار. على الحكومة أن تتحرك بفعالية أكثر"، منوًّها إلى "أنّنا نسمع من العراق رغبة بإعطاء تبرعات من أجل إعادة الإعمار في لبنان. وأنا أعلم أن كل العراق بمرجعيته وحشده وشعبه وقواه وفصائله ومسؤوليه، كلهم متعاطفون مع لبنان ومع فلسطين ويريدون الإعمار. ولكن يفترض أن يبدأ لبنان، أن يطلق الطلقة الأولى، فليقم بإجراءات معينة. يجب على الدولة اللبنانية أن تشد الهمة، لم يعد لديها مبرر أن تتأخر، وهذا له علاقة باستقرار البلد".
وشدّد على أنّ "لبنان يتقدم بتعاوننا، نحن أساس في كل تقدم فيه، بصماتنا موجودة إيجاباً في كل الاستحقاقات، في انتخاب الرئيس وتشكيل الحكومة والانتخابات البلدية والتعيينات، وخطوات إقرار القوانين؛ نحن جزء لا يتجزأ من كل شيء إيجابي يحصل الآن في لبنان. وإذا كان البعض يعطّل أو يريد أن يعطّل باعتبارات خارجية، نحن نقول لهم: سنصنع لبنان بإرادتنا وقناعتنا وتضحيات أهلنا، وهذا أمر واضح للعيان، وسنربح إن شاء الله لبنان القوي بجميع أبنائه"، مبيّنًا أنّ "لبنان المستقر ينفعنا وينفع الآخرين، حتى ينفع الدول العربية والدول الأجنبية، مصلحة لنا وللآخرين. لا أحد يبتزّنا بالاستقرار، لا أحد يبتزّنا بالإعمار، لا أحد يبتزّنا ليأخذ استقلال قرارنا، فقرارنا سيبقى مستقلاً. فلنقف بجرأة وسيركض إلينا الآخرون".
أمّا في ما يتعلّق بالانتخابات البلدية والاختيارية، فأشار قاسم إلى "أنّنا منذ البداية كنا نقول إنّنا نريد إجراء هذا الاستحقاق في موعده، رغم العدوان على جنوب لبنان وكل لبنان، ورغم ما يحصل في منطقة الحدود اللبنانية. كنا نؤكد أن إجراء الانتخابات في موعدها أمر أساسي، لأننا نريد أن تقوى الدولة ونريد أن تنمو قدرات هذا الشعب باتجاه الإنماء وباتجاه بناء الدولة".
ولفت إلى أنّ "الإقبال كان مهماً، وهناك أربعة استنتاجات من موضوع الانتخابات البلدية: أولًا، المشاركة الفعالة التي حصلت، وخاصة لجمهور "حزب الله" وحركة "أمل"، تحت عنوان لائحة "التنمية والوفاء"، كانت مشاركة مهمة جداً مع الحلفاء ومع العائلات. بل أنا أقول لكم، حتى الذين شكلوا لوائح مخالفة، أيضاً أوجّه لهم الشكر، لأنهم ساهموا بإنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي". ورأى أنّ "هذه الانتخابات البلدية مدماك لانطلاقة إدارة الدولة ومؤسساتها الإنمائية، ويجب على الدولة أن تدعم البلديات من أجل أن تنطلق بشكل صحيح".
وأوضح أنّ "ثانياً، هذه الانتخابات خضناها بعقلية الجمع الوطني، أي كنا صمام أمان اجتماعي وتوازن وطني بين مكونات البلد"، متابعًا: "انتخابات بيروت شاركنا فيها بلائحة ضمّت الكثير من القوى، وبعض القوى أصلًا لا يوجد تفاهم بيننا وبينها، ولا يوجد تعاون بيننا وبينها، بل هناك من يتحدث عنا بطريقة ظالمة. لكن قدّمنا مصلحة البلد في أن يكون هناك توازن، وفي أن يشعر المسيحيون أنهم غير مستهدفين وأن الجميع يعمل معًا في دائرة بلدية واحدة. هذه التجربة قدّمناها في بيروت، وهذا يعني أننا عملنا على العنوان الوطني".
وأعلن قاسم "أنّنا خضنا الانتخابات برغبة وطنية، بعنوان جامع، بإحساس إنمائي. نحن لا نريد إلغاء أحد، بالعكس، فتحنا أيدينا لنتعاون مع الجميع، وكنا نقدّم النموذج الأسمى. كما أنّ "حزب الله" وحركة "أمل" أثبتا أنهما صمام أمان اجتماعي، وأنهما صمام أمان للتوازن الوطني، ودائمًا يضعان هذا الأمر في المقدمة".
وركّز على أنّ "تحالف "حزب الله" وحركة "أمل" الانتخابي هو اتحاد وقوة وتماسك ووحدة حول المقاومة والمشروع السياسي. هذا أكبر تحالف استراتيجي وكبير ومؤثر".