جاءت العملية التي نفذتها أوكرانيا على مواقع عسكرية روسية واستهداف طائرات وقاذفات في مناطق تبعد الاف الكيلومترات عن الحدود الاوكرانية، لتفتح النقاش حول الذهاب إلى توسيع الحرب، وامكانية رد موسكو على حلف شمال الأطلسي، الذي يرجّح ان يكون نفّذ تلك العملية بإسم الأوكرانيين، أو انها اتت في سياق ممارسة أقصى الضغوط الغربية على روسيا من اجل دفعها للتراجع عن مواقفها المتشدّدة على طاولة المفاوضات مع الأوكرانيين.
في كل الحالات، يمكن تصنيف تلك العملية بأنها الاخطر على موسكو، انطلاقا من ان تنفيذها حصل من داخل الأراضي الروسية، وهو ما يذكّر بالعمليات التي كانت تُشن ضد ايران بإغتيال شخصيات وازنة في الجمهورية الإسلامية، من داخل أراضيها. مما يعزّز الاعتقاد ان "الناتو" يقف خلف تلك العمليات في ايران او روسيا. فلماذا؟
يقول خبراء ل "النشرة" إن الهجمات سواء التي حصلت ضد ايران سابقاً، او ضد روسيا حالياً، هي تأتي في زمن التفاوض الدولي مع البلدين المذكورين. ولم يتم الحسم عمّا إذا كانت تلك العمليات تهدف لإحباط جهود ومساعي الرئيس الاميركي دونالد ترامب التفاوضية، حيث يريد ان يحقق نتائج في كلا الاتجاهين الروسي والإيراني، او انها تريد دفع البلدين لتقديم تنازلات تفاوضية تتيح الوصول إلى نتائج وفقاً لمصلحة الدول الغربية، وتحديدا الولايات المتحدة الاميركية.
المرجّح، أن العمليات الاوكرانية التي حصلت قبل جولة مفاوضات جديدة، وبعد تحذير أميركي للروس من عواقب سيئة، في حال عدم تسهيل الحل مع أوكرانيا، يعني لإجبار موسكو على تقديم تنازلات، وعدم الرهان على الوقت، كما تفعل ايران، لتحقيق نتائج تفاوضية اكبر. خصوصا ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتصرف على اساس ان أوكرانيا تدفع اثمان باهظة نتيجة تأخير الحل، مما يجعله يستمهل الوصول إلى بت الامور العالقة على طاولة التفاوض، في زمن الاستعجال الترامبي.
لذلك، توحي كل المعطيات، بحسب الخبراء، الاّ تذهب روسيا لانقلاب على المفاوضات، بل استيعاب تلك العمليات الخطيرة، والرد بمثلها في أوكرانيا، واستكمال عملية التفاوض.