يتعرّض رئيس الجمهوريّة جوزاف عون لحملة سياسيّة إعلاميّة منظّمة، تدّعي وجود سخط دولي خارجي على أداء العهد والحكومة بما يتعلّق بملف سلاح "حزب الله". لكن "النشرة" تقصّت، وأجرت متابعةً شاملةً لمعرفة الخبايا، ليتبيّن نتيجة تقصّيها ما يلي:
- أوّلًا، لا يزال الرّئيس عون يتمتّع بثقة دوليّة كبيرة من قبل العواصم الّتي باركت انتخابه لرئاسة الجمهوريّة في لبنان، ولم يتّضح أبدًا أنّ تلك الثّقة تعرّضت لأي اهتزاز.
- ثانيًا، تعبّر زيارات الرّئيس عون إلى العواصم العربيّة عن التّقدير الّذي يكنّه له العالم العربي، وهو ما يظهر في إعلان تلك العواصم دعم لبنان بكل الوسائل.
- ثالثًا، يدرك الأميركيّون أنّ السّلطات في لبنان عازمة على حل أزمة سلاح "حزب الله"، وهو ما عبّر عنه رئيس الجمهوريّة في خطاب القسم، وما التزمت به الحكومة في بيانها الوزاري، لكن الأمر يستلزم خطوات بدأت بما يقوم به الجيش اللبناني في تسلّم مراكز وإفراغ مخازن للحزب في الجنوب. بينما يسعى الرّئيس عون إلى تنظيم هذا الإطار، لترجمة عنوان استراتيجيّة "الأمن الوطني"، من دون إدخال لبنان في أزمة وصراع ومواجهة داخليّة لا تُحمد عقباها.
- رابعًا، يمارس الأميركيّون ضغوطًا على لبنان للإسراع في خطواته المتعلّقة بالسّلاح، نتيجة إصرار الإسرائيليّين، لكن عواصم العالم تعلم أنّ تل أبيب تتحمّل مسؤوليّة استمرارها في احتلال أراض لبنانيّة في الجنوب، ممّا يعيق سبل حل مسألة السّلاح في الدّاخل اللّبناني؛ ويمنع استكمال انتشار الجيش جنوبًا.
- خامسًا، تعترف العواصم المعنيّة، ومنها واشنطن وباريس، أنّ طرح رئيس الجمهوريّة هو الأسلم للبنان، ويحقّق الأهداف المطلوبة ضمن وفاق لبناني، لا إمكانيّة لتجاوزه.
- سادسًا، يُنتظر أن يُبتّ أمر التّفاوض سلبًا أو إيجابًا، بين الأميركيّين والإيرانيّين، لأنّه سيساهم في تسريع الخطوات اللّبنانيّة أيضًا.
- سابعًا، ما تقوم به شخصيّات سياسيّة لبنانيّة في التّصويب على رئيس الجمهوريّة، لا ينطلق من حقيقة أنّها راغبة في حل أزمة السّلاح، بقدر ما هي تحاول عبر رفع مستوى الخطاب، إحراج الرّئيس عون محليًّا و خارجيًّا، وحشره، لدفعه إلى التسرّع والوصول إلى الفشل.
- ثامنًا، يعلم المطّلعون أنّ الحلّ الوحيد السّليم لملف السّلاح، هو عبر طرح رئيس الجمهوريّة الّذي يجمع بين الحكمة والمسؤوليّة الوطنيّة والالتزام بالقرارات الدّوليّة، بتحقيق الأهداف من دون إدخال البلد في فوضى.