أشار وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، تعليقًا عمّا إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية خلال الإطار الزّمني الّذي حدّده الرّئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخّرًا لمدّة أسبوعين، إلى أنّ "الأمر متروك لإدارة ترامب لإظهار عزمهم على الذّهاب إلى حل تفاوضي"، لافتًا إلى أنّ واشنطن ربّما لم تكن مهتمّة حقًّا بالدّبلوماسيّة، وأنّها استخدمت المحادثات كغطاء للهجوم الجوّي الإسرائيلي.
وأوضح في حديث لشبكة "إن بي سي" الأميركية، أنّهم "ربما كانت لديهم هذه الخطة في أذهانهم، وكانوا بحاجة إلى مفاوضات ربما لتغطية الأمر. لا نعرف كيف يمكننا الوثوق بهم بعد الآن. ما فعلوه كان في الواقع، خيانة للدبلوماسية".
وأعلن عراقجي أنّ "حكومته مستعدة للتفاوض، لكن على إسرائيل أولاً أن توقف هجماتها الجوية على إيران. لسنا مستعدين للتفاوض معهم بعد الآن، ما دام العدوان مستمرًّا"، مشدّدًا على أنّ إيران لن تتخلى عن تخصيب اليورانيوم كما طالب ترامب، أنه أوضح ذلك للمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. "أخبرته أن خفض التّخصيب إلى الصفر أمر مستحيل". وركّز على أنّ "لكل دولة الحق في تخصيب اليورانيوم للأغراض السلمية. هذا إنجازٌ لعلمائنا. إنها مسألة فخرٍ وكرامةٍ وطنية".
ولفت إلى "أنّني أعتقد أن ويتكوف رجلٌ نبيل، شخصٌ يُمكن العمل معه، لكن للأسف كان يُغيّر كلامه في كل مرة نلتقي فيها. ربما كان ذلك بسبب عدم قدرته على الوفاء بوعده لنا"، مبيّنًا أنّه "أصبح هناك انعدام للثقة بيننا الآن، لأنه لم يفِ بوعوده وما أخبرنا أننا قادرون على فعله".
كما كشف "أنّنا نتبادل مع ويتكوف بعض الرسائل المباشرة وغير المباشرة. وقد شرحنا مواقف بعضنا البعض لتجنب أي سوء فهم"، موضحًا أنّ "هذا لا يعني التفاوض. لقد طلبوا منا التفاوض، لكننا لا نتفاوض إلا عندما يكون التفاوض تفاوضًا وليس إملاءً".
وشدد عراقجي على ان "التكنولوجيا النووية أنجزناها بقدراتنا ويمكننا إعادة بناء ما تم تدميره"، مشيرا الى اننا "نضرب حاليا منشآت اقتصادية لإسرائيل بعد بدئهم استهداف منشآتنا الاقتصادية".
وأشار إلى أنه إذا قرر ترامب توجيه ضربة أميركية لإيران، فإن حكومتنا تحتفظ بحق الرد، كما فعلت مع إسرائيل، مركّزًا على أنّه "عندما تنشب حرب، يتبادل الجانبان الهجمات. وهذا أمر مفهوم. والدفاع عن النفس حق مشروع لكل دولة"، مضيفًا أنّه "إذا انضمت الولايات المتحدة إلى إسرائيل في هذه الهجمات، فإننا سنفعل الشيء نفسه".
وفي معرض رده على تهديد إسرائيل باستهداف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، رأى أنّ مثل هذا العمل "سيكون أكبر جريمة يمكنهم ارتكابها"، ولكنهم "لن يكونوا قادرين على فعل ذلك".
إلى ذلك، أعرب عراقجي عن اعتقاده أنه "إذا كان الأميركيون جادين في العودة إلى الدبلوماسية، فإن كل ما يحتاجه الأمر هو مكالمة هاتفية من واشنطن إلى تل أبيب لوقف كل شيء"، مشيرًا إلى أنّ "بإمكانهم وقف هذه العملية بسرعة كبيرة، وبعد ذلك سنفكر في الدبلوماسية مرة أخرى".
واكد ان "العودة إلى الدبلوماسية غير ممكنة إلا عندما يتوقف العدوان ويحاسب المعتدي"٬ لافتا الى ان "طريق الدبلوماسية سيكون ممهدا لكن يجب أن نرى وقفا للعدوان ثم دور أميركا ثم نقرر".