أشار المرشد الأعلى في إيران السيد علي خامنئي، خلال لقاء مع مسؤولي السلطة القضائية في إيران، إلى أنّ "الشعب الإيراني قام في هذه الحرب المفروضة الأخيرة بعمل عظيم؛ هذا العمل العظيم لم يكن من نوع العمليات العسكرية، بل كان من نوع الإرادة، من نوع العزم، من نوع الثقة بالنفس".
وأضاف "أن يرى شعب، ودولة، وقوة عسكرية في دولة ما، هذه الثقة بالنفس في ذاته، وأنه مستعد لأن يواجه وجهاً لوجه قوة أميركا والكيان الصهيوني فهذا بحد ذاته، هذه الإرادة، وهذه الثقة بالنفس، هي قيمة بالغة الأهمية".
ولفت خامنئي إلى أنّه "لقد وصل الشعب إلى مرحلة يقف فيها وجهًا لوجه أمام هذه القوى، لا يخاف منها، بل يُخيفها، ويقوم بكل ما هو ممكن على المستوى العملياتي، وهذا هو الموضوع الثاني – العمليات – أما الموضوع الأول فهو الروح المعنوية، هو الثبات والصمود".
وشدد على أنّ "ما أودّ أن أقوله يجب أن يعرفه الجميع؛ أصدقاؤنا، وأعداؤنا، وشعب إيران نفسه، وهو يعلم، أن الشعب الإيراني لن يظهر ضعيفًا في أي ميدان. لأننا نمتلك جميع الأدوات اللازمة: لدينا المنطق، ولدينا القوة. سواء في ميدان الدبلوماسية، أو في الميدان العسكري، سندخل، إن شاء الله وبفضل الله، دائمًا بجاهزية كاملة، وسنخرج بنتائج مثمرة".
وتابع خامنئي: "أظهر هجوم العدو أن العديد من الحسابات التي يقوم بها البعض في المجالات السياسية وغيرها ليست حسابات صحيحة. انكشفت ملامح وجه العدو، وتبيّنت أهدافه الخفية، التي لا يُظهرونها أبدًا في تصريحاتهم، لكنها باتت واضحة إلى حد كبير. يجلسون لثمانية أو تسعة أشهر لرسم خطة من أجل عملية واحدة، ثم تأتي حركة عسكرية، ويظن الناس أنه لا شيء يحدث، لكنّ عامة الشعب أدركوا أن الأمر ليس كذلك".
وقال: "لقد أبطل الله مخططاتهم. الله تعالى هو من أبطل هذه الخطة. لقد دفع الشعب إلى دعم الحكومة والنظام، فدخل الشعب إلى الميدان، لكن على النقيض تمامًا مما خطط له العدو وتوقّعه".
وشدد على أنّه "لو لم يُهزم الكيان الصهيوني لما لجأ إلى الولايات المتحدة بهذه الطريقة لكنه أدرك أنه لا يستطيع التعامل وحده مع إيران"، موضحًا أنّه "سيتضح حجم الضربة التي وجهتها إيران للولايات المتحدة لاحقاً وبالطبع يمكن توجيه ضربة أكبر لها".
وذكر خامنئي أنكم "رأيتم ذلك بأنفسكم على شاشات التلفزيون، سمعتم تصريحات مختلف الأشخاص. مظاهر مختلفة، وجوه مختلفة، ألبسة مختلفة – لم يكن يبدو عليهم أنهم قد يخرجون بهذه الطريقة لتقديم تضحيات أو للتكلم. الكلام – صحيح أن الكلام يختلف عن العمل – لكن مجرد الكلام، والدافع الذي يجعل الإنسان يتكلم، هو أمر موجود، وهذا مهم جدًا. لم يكن أحد ليصدّق، لكنه حدث. هؤلاء جميعًا، رغم اختلافاتهم السياسية، وأحيانًا حتى التناقض في توجهاتهم، ورغم تفاوت أوزانهم الدينية بشكل كبير، وقفوا جنبًا إلى جنب وخلقوا هذا الاتحاد العظيم، هذا التلاحم الوطني الكبير".
ودعا خامنئي إلى المحافظة على هذا الأمر، مشيرًا إلى أنّ "الجميع يجب أن يحافظ عليه؛ الصحفي بطريقة، القاضي بطريقة، المسؤول الحكومي بطريقة، رجل الدين بطريقة، إمام الجمعة بطريقة؛ كل منهم عليه واجب تجاه هذا الوضع. هذا لا يتعارض مع اختلاف الرؤى السياسية، ولا يتناقض مع تفاوت الأوزان الدينية. هذا الوقوف المشترك هو للدفاع عن حقيقة، عن الوطن، عن النظام، عن إيران العزيزة".