اكد اللقاء الروحي الاسلامي المسيحي في صيدا الذي عقد اجتماعا طارئا في مطرانية صيدا الكاثوليكية في المدينة على ضرورة اعتماد خطاب هادء يقطع الطريق على اي محاولة لايقاع الفتنةالمذهبية او الطائفية، بينما طالب علماء مدينة صيدا الدولة اللبنانية والقضاء بأنزال اقصى العقوبات بحق المعتدين على المشايخ في بيروت كي يكون عبرة لغيرهم.

حذر مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان من خطورة الخلافات السياسية في لبنان التي تنعكس شحنا طائفيا ومذهبيا، قائلا "أسوأ شيء يمكن ان نفعله هو ان نسير باقدامنا ونركب السفينة المذهبيةوالطائفية لتقع الفتنة وهذا ما يراد للبلد".

وقال المفتي سوسان لـ "​صدى البلد​"، ان الخلاف السياسي ينعكس عدم استقرار امني واجتماعي واقتصادي في لبنان وصيدا تتأثر بكل الاحداث حولها سلبا وايجابا وهي كبيرة وخطيرة ولكننا نراهن على الدولة واجهزتها الامنية والقضائية لمنع الفتنة، فالكل تحت النظام ونعمل من اجل الامن والاستقرار ولا احد يستطيع ان يفرض رأيا على أحد او يلغيه، وصيدا ستبقى مدينة للتلاقي لا للتفرقة.

واضاف: ان الخطاب المذهبي المتصاعد خطير ولن يؤدي الا الى فتنة لذلك ندعو إلى خطاب ديني معتدل لأن الخطاب المذهبي خطير ويأخذ البلد إلى الفتنة"، معتبرا أن المساس بالعلماء امر مرفوض، وعلى الدولة وأجهزتها الأمنية والقضائية تحمل مسؤولياتها وحفظ أمن كل رجل دين ومسجد ومعبد"، مشددا ان المعتدي سواء كان سنيا او شيعيا فليس له دين او مذهب او هوية.

لقاء العلماء

بينما طالب علماء مدينة صيدا الدولة اللبنانية والقضاء بأنزال اقصى العقوبات بحق المعتدين على المشايخ بعدما ألقي القبض عليهم وان تحزم الدولة امرها وتأخذ دورها في ضبط الامن لأنه لا يمكن ان يكون الامن بالتراضي او بالموافقة.

واستنكر علماء مدينة صيدا الذين تداعوا الى عقد لقاء في دار الافتاء الاسلامية في صيدا برئاسة مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان وحضور قاضي صيدا الشرعي الشيخ محمد ابو زيد والقاضي الشيخ احمد الزين وامين سر دار الفتوى الشيخ حسين الملاح.. الاعتداء على العلماء والمشايخ الذي حصل مؤخرا، مؤكدين في بيان تلاه المفتي سوسان رفضهم ان يكون هناك سيناريو لايام او لساعات ثم بعد ذلك يترك المعتدون في الطريق بدون اي عقوبة وانه لا بد من اتخاذ اجراءات قانونية بحقهم لان لا ذنب بدون عقوبة، محكلين الدولة اللبنانية والقضاء والاجهزة الامنية كافة مسؤولية الحفاظ على امن العلماء ودور العبادة والمساجد مؤكدين في الوقت نفسه انهم جميعا في ظل وتحت سقف القانون وبان الفتنة المذهبية والطائفية امر مرفوض وان العدو هو اسرائيل.

ميدانيا، قطع شبان من صيدا الطريق البحرية قرب قلعة صيدا البحرية احتجاجا على الاعتداء على المشايخ ولكن سرعان ما تدخل الجيش اللبناني واعاد فتحها بعض وقت قصير، فيما سير دوريات راجلة في شوارع المدينة حفاظا على الامن والهدوء.

سياسيا، بدأت اللجنة المنبثقة عن اللقاء التشاوري الصيداوي والتي تضم رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف ورئيس غرفة الصناعة والتجارة محمد صالح ونائب رئيس بلدية صيدا ابراهيم البساط ورئيس حلقة التنمية والحوار اميل اسكندرجولتها على فاعليات المدينة، حيث التقت المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود في مركز الجماعة بحضور المسؤول الاجتماعي حسن ابو زيد، وشرح الوفد اجواء التحرك الذي يقومون به من اجل التوصل الى قواسم مشتركة بين الجميع عنوانها الاساسي تثبيت الاستقرار والمحافظة على السلم الاهلي والعيش المشترك ورفض الفتنة واعادة الحياة للمدينة واسواقها.

وفيما اكد الشريف ان تحركنا سيكون على مستوى المدينة وفاعلياتها فصيدا هي عاصمة العيش المشترك وفي احلك الأيام كل الناس كانت تعيش في صيدا بكل اطمئنان وبكل ومحبة وهذا دورها وهكذا ستبقى صيدا ولن تغير، قال الدكتور حمود نحن نشد على ايدي اعضاء اللجنة ونتمنى لهم النجاح في مساعيهم الخيرة ونضع كل امكانياتنا في تصرفهم للوصول الى حلول عملية يشارك فيها الجميع دون استثناء وهذا يتطلب الترفع عن كل الحسابات السياسية الضيقة والاتهامات المسبقة ووضع الامور في نصابها الصحيح من مختلف القوى السياسية في المدينة.

صرخة الحريري

أطلقت النائب بهية الحريري صرخة تعبر عن قلق الامهات الكبير من الأوضاع التي تشهدها صيدا ولبنان عموما، مؤكدة ما أحوجنا اليوم إلى الحضن الدافيء والدعاء المستجاب ولأن نستنهض قيم الأمومة في ذاتنا وأسرنا ومن حولنا لنحمي أبناءنا من الفتنة والأيام السوداء التي تهدّد مستقبلهم واستقرارهم وتهدّد سكينتنا ومجتمعنا مرة أخرى بالقلق والضّياع.

وقالت الحريري خلال حفل إستقبال اقامته في مجدليون تكريما للأمهات في عيدهن تحت عنوان "الدنيا أم.. صيدا ست الحبايب"، اننا تواقون للأمل الذي انكسر في نفوسنا، رافضون لليأس الذي بدأ يتسلل إلى عقولنا ووجداننا حتى بتنا نخاف على أنفسنا من أنفسنا.

وعبرت الحريري عن "رفض كلّ أشكال الفتنة والإستهتار بين العائلة الواحدة والوطن الواحد بأمن المواطن وسلامته وحقوقه وبالعيش على أرض وطنه بكرامته "، قائلة "نريد معاً أن تتحمل الدولة بمؤسّساتها التنفيذية والتّشريعية والقضائية والأمنية مسؤولياتها تجاه مواطنيها وكلّنا يعرف ماذا سيكون إذا تخلّت عن هذه المسؤولية.. وقد خبرنا ذلك لسنوات سوداء طوال فقدنا فيها أعزّاء ودمّرت بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا، وهجّر من هجّر، وقتل من قتل فبئس الفتنة وبئس الفرقة ونعم للوحدة الوطنية والوحدة الصيداوية والجنوبية.."

وتساءلت الحريري "لماذا ندفع كلّ تلك الأثمان الغالية من حياة أشقائنا وأبنائنا وممتلكاتنا وأسواقنا ومدارسنا، من أجل ماذا.. وما هو الشيء الذي يستحق كلّ تلك الأثمان.. وهل تستحق المواقع مهما علت أن نضحّي باستقرارنا؟ بئس كلّ المواقع والمناصب إذا كان ثمنها دماء أهلنا وضياعهم في وطنهم وبئس الطموحات التي تقوم على الكراهية والأحقاد والنيل من كرامات الناس وحريّتهم..".