ذكرت "تشرين" ان "ما حصل في قمة الدوحة بالأمس يذكرنا بما قاله أحرار العرب عن وعد بلفور "من لا يملك أعطى لمن لا يستحق"، مشيرين بذلك إلى الاعتداء البريطاني الصارخ على الحقيقة والتاريخ بإنشاء "إسرائيل" على أرض فلسطين".

اضافت الصحيفة السورية ان "الشبه بين إعطاء المقعد السوري في جامعة الدول العربية لشخص "معارض" ووعد بلفور لا يقتصر على ذلك الحكم الرمزي والمنطقي ــ من لا يملك أعطى لمن لا يستحق، ــ بل يتعداه إلى أن الحالة الراهنة في تعامل الجامعة مع سوريا نتائج مباشرة للحالة البلفورية، فلولا إنشاء "إسرائيل" على أرض العرب لما حصل ما حصل بالأمس في الدوحة".

ولفتت الى ان كل عاقل يتساءل: "ما الذنب الذي ارتكبته سوريا حتى تُشن عليها هذه الحملة العجيبة الغريبة التي تتعدى كل حدود السياسة والمنطق والحس السليم؟ ما ذنب سوريا حتى تقدم دول كثيرة لانتهاك أبسط قواعد القانون الدولي، وأن تنتهك منظمة إقليمية اسمها جامعة الدول العربية ميثاقها ذاته من أجل عقاب دولة ذات سيادة وعضو مؤسس في الجامعة؟، هل الذنب في سيئات النظام السوري أم في حسناته؟ وهل ذنب النظام في أخطاء ارتكبها أم -كما يقول جورج غالوي- في أخطاء لم يرتكبها؟ لنكن واقعيين لا يوجد نظام سياسي من دون أخطاء ودون سلبيات وخاصة في وطننا العربي والسيئات قد تكون في مجال سياسات النظام أو في مجال هيكلته، إذا نظرت إلى ممثلي الأنظمة السياسية في الوطن العربي المجتمعين في الدوحة فلا شك في أنك ستلاحظ ماهية هذه الأنظمة سواء في مجال سياساتها أو في مجال هيكلتها، بل إن هناك أنظمة "لا أنظمة" فيها كل شيء سوى مفهوم "النظام السياسي". أذكر عندما كنت أدرس العلوم السياسية في زغرب قال لنا الأستاذ: إن "الأنظمة السياسية الوحيدة الباقية التي تشبه أنظمة العصور الوسطى هي أنظمة الخليج, بل إن هناك نظاماً في أقصى المغرب على المسؤولين فيه أن يقبّلوا يد الطفل ابن الملك في المناسبات الرسمية !".

واوضحت "تشرين" ان "الأخطاء التي لم يرتكبها النظام في سوريا كثيرة وكبيرة، أول هذه الأخطاء التي لم يرتكبها هي قبول مشاريع الاستعمار الجديد، سوريا لم تقف عند عدم القبول بل واجهت هذه المشاريع بسياسات قوية وفاعلة، ثاني هذه الأخطاء مواجهة المقاومة لمصلحة "إسرائيل". النظام في سوريا، على العكس من ذلك أسهم في تأسيس المقاومة ودعمها بكل ما أوتي من طاقة. الخطأ الثالث هو رهن السيادة الوطنية والقرار الوطني لمراكز الهيمنة في العالم، سوريا اعتبرت السيادة الوطنية قيمة القيم وشيمة الشيم، ولم تقبل أن ترهن قرارها المستقل حتى لو كان ذلك عبر المغريات الاقتصادية والاستدانة من الخارج".

واشارت الصحيفة السورية الى ان "ثلاثة أخطاء كبيرة لم ترتكبها سوريا فكان جزاؤها هذه الحرب الكونية التي تنتهك المواثيق والمبادئ والأعراف، بل تنتهك المنطق ذاته حيث يعطي من لا يملك لمن لا يستحق!".