عشية التحرك الاجتجاجي الذي ينوي امام مسجد بلال بن رباح الشيخ احمد الاسير القيام به عقب صلاة الجمعة غد تحت عنوان "ضد سلاح الفتنة وشققه"، في اشارة الى "حزب الله"، جال مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان على عدد من القوى السياسية الصيداوية للتداول في كيفية ترسيخ اجواء الهدوء والاستقرار في المدينة وتخفيف حدة الخطاب المذهبي، وسط تساؤلات عن خلفية تحرك الاسير ومصير مبادرة التهدئة في المدينة.

جولة المفتي سوسان التي شملت كلا من النائب بهية الحريري والامين العام لـ "التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور اسامة سعد والمسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود.. قراتها اوساط صيداوية على انها رسالة "انذار" للشيخ الاسير لضبط خطابه المذهبي وعدم نعي مبادرة التهدئة الصيداوية بتحركاته الاحتجاجية في هذا التوقيت بالذات وبعدما "طفح الكيل" على خلفية هجومه العنيف على المفتي سوسان نفسه وتيار "المستقبل" وسواهما مؤخرا، اضافة الى حزب الله، فضلا عن انها محاولة لاعادة احياء المبادرة الصيداوية وتظهير نتائجها الى العلن وفق العناوين المشتركة وصولا الى تحصين الوضع الامني وتخفيف حدة الخطاب المذهبي بما يسهم ايجابا في حياة المواطنين اليومية واعمالهم وتنقلاتهم وتأمين الخدمات الأساسية لهم وبما يشجع حركة الوافدين الى المدينة من كل المناطق ويعزز المناخات الكفيلة باعادة تحريك اقتصادها.

قال الدكتور سعد: "كان ينقص الدولة اللبنانية وبعض أجهزتها الأمنية عزف موسيقى التعظيم وإطلاق قذائف المدفعية تحية لحالات شاذة تعمل على تخريب السلم الأهلي !!! وبالرغم من هذا التقصير فإن الحقيقة التي لم تعد خافية على اللبنانيين تتمثل في حجم الرعاية التي توفرها مرجعيات سياسية وأمنية بارزة في الدولة للحالات المهددة للأمن والاستقرار! بينما القضاء اللبناني الذي لم يوفره التخريبيون والمتوترون من تهديدات بتكسير الرؤوس والتعنيف والتأديب لايحرك ساكنا حيال هؤلاء، لا بل يمارس الانتقائية في معالجة الملفات والقضايا" .

وذّكر الدكتور سعد من يعنيهم الأمر بأن السلم الأهلي هو قدس الأقداس، وبأن حمايته لاتكون بالخضوع لمنطق الابتزاز والمساومات والتهديدات، ولا بتوفير الغطاء المعنوي والسياسي والأمني والقضائي لمثيري الفتنة والتوترات"، قائلا "يحق لنا وللمواطنين طرح العديد من التساؤلات بهذا الشأن، ومنها: من يحرك من؟ ولماذا هذه الرعاية والنفخ بالحالات الشاذة وتضخيمها أمنيا وإعلاميا؟ ولحساب من يجري ضرب استقرار الوطن واستقرار مدينة صيدا ؟" وأضاف سعد: "من غير المسموح بعد اليوم المس بأمن المدينة وتنغيص حياة أبنائها"، داعيا المرجعيات الراعية للحالات الشاذة لوقف احتضانها لهذه الحالات وأن تثبت أن مصلحة لبنان واللبنانيين لاتعلو عليها أية مصالح ذاتية أومكاسب ضيقة، وأن أمن الوطن هو فوق أي اعتبار آخر.

توقيف واطلاق

وميدانيا، اوقفت قوة من مخابرات الجيش اللبناني احد المقربين من الشيخ الاسير هو الشيخ هاني حنينة وهو صهر المهندس الشهيد لبنان العزّيومن الناشطين الأساسيين في مسجد بلال بن رباح في عبرا، وذلك بعد مداهمة مباغتة الى مقر عمله في منطقة القياعة في صيدا حيث جرى التحقيق معه، حيث سادت حالة من الترقب بين انصار الاسير الموجود خارج لبنان في تركيا في فترة نقاهة، قبل ان يتم اطلاق سراحه بعد وقت قصير مع توضيح ان هناك تشابه بالاسماء لا غير.