اعتبر القيادي في حركة "حماس" والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني ​يحيى موسى​ أن شخصية رئيس الحكومة الفلسطينية المستقيل سلام فياض مثيرة للجدل، وجاءت وفقاً لأهداف محددة وواضحة، وهي محاصرة الانتفاضة الفلسطينية وتخفيف منابع تسرب الأمول إلى فصائل المقاومة الفلسطينية، ومحاصرة الرئيس الراحل ياسر عرفات في حينه بشأن الانفاق المالي.

وأوضح القيادي في "حماس"، في حديث لمراسل "النشرة" في الأراضي الفلسطينية محمّد فروانة، أنّ شخصية فياض ليس لها تاريخ نضالي ووطني، وأوتيَ بها من قبل مؤسسات مالية أجبنية خارجية إلى الساحة الفلسطينية، مشيراً إلى أنها غير مستمدة من أوساط الشعب الفلسطيني بقدر ما هي مستمدة من المانحين الأجانب سواء من المستوى الأوروبي أو الأميركي.

وأكد موسى أن استقالة فياض قد تكون عاملا إيجابيا، لكنّه لفت إلى أنّ حركة "حماس" لا تعلق عليه كثيراً، إذ إنّ الاشكالية ليست عنده بالأساس، بقدر ما هي عند رأس السلطة الفلسطينية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والذي يعلق قضايا الشعب الفلسطيني على العامل الخارجي، وخيار التفاوض مع الإحتلال الإسرائيلي، حسب قوله. وأضاف: "غياب هذه الشخصية في حد ذاته قد يكون عاملا إيجابيا، لكن لا نعلق كثيراً على هذه الشخصية سواء غابت أو حضرت، لأن الإشكالية ليست عندها في الأساس بل عند رأس السلطة أي محمود عباس".

المشكلة الفلسطينية في نهج المفاوضات

وأشار موسى إلى أن المشكلة الأساسية الفلسطينية تتمثل في سير الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وضع أسس اتفاقيات أوسلو واتفاق المبادئ، في نهج المفاوضات مع إسرائيل، وعلق قضايا وآمال الشعب الفلسطيني على العامل الخارجي، إذ أنه لا زال مستمرا على نفس النهج ولا يفكر في تصحيح المسيرة الوطنية الفلسطينية، ويعطل المصالحة ويكرس الانقسام في الساحة الفلسطينية.

وأوضح موسى أن المشكلة ليست في فياض بل في الرئيس الفلسطيني محمود عباس نفسه، لافتاً إلى أن حركة "حماس" غير معنية بوجوده وغياب فياض في هذه اللحظة. وتابع: "​حركة فتح​ هي التي طالبت أبو مازن بتغيير هذه الشخصية حتى تكون الحكومة فتحاوية، خصوصاً أن فتح لا تستطيع إلا أن تستحوذ على المناصب والسلطة".

المشكلة في عباس

وفي خصوص دعوة الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي لاستقالة رئيس الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية، بعد استقالة سلام فياض، لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية، أشار موسى إلى أن ذلك يعتبر إزاحة للمشكلة الأساسية الفلسطينية، ويظهر وكأن هناك مشكلة حقيقية في غزة، لافتاً إلى أن الصالحي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بدل أن يسأل نفسه على ضرورة مطالبة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتغيير نهجه وسياسته، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وفتحها أمام القوى الإسلامية الناهضة مثل حركة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" وتعديل المسار الوطني الفلسطيني، يزيح المشكلة ويصورها كأنها مرتبطة بالحكومة في غزة والضفة الغربية والسلطة.

ولفت القيادي في "حماس" إلى أن الأمر مرتبط به وبالرئيس عباس وقيادته لمنظمة التحرير الفلسطينية، والذي يحاول من خلال تصريحاته أن يغطي على المشكلة الحقيقية ويصورها وكأنها في قضية السلطة الفلسطينية، ولا يريد أن يفكر في مصيرها، وما هي وظيفتها ودورها الحقيقي والوطني.

المطلوب قيادة مرجعية واحدة

وشدّد على أن الانقسام الفلسطيني ليس مرتبطا بقضايا خلاف على حقيقة السلطة الفلسطينية أو توزيع المناصب فيها أو حتى في حكومة غزة والضفة، واصفاً ذلك بعرض للمرض، سيما أن المرض الأساسي هو في اتفاقيات أوسلو وغيرها، والنهج السياسي الذي قام على الاعتراف بإسرائيل وقبل أن يكون التفاوض سبيلاً وحيداً لإقامة الدولة الفلسطينية، إذ أنه بعد عقدين من الزمن فشل هذا النهج، ولا زال عباس يصر على عدم تعديل هذا المسار.

وأوضح موسى إن الانتخابات وتشكيل الحكومات لا تحل المشكلة، مؤكداً أن الطريق الأمثل لحلها هي بناء قيادة مرجعية واحدة للشعب الفلسطيني، تقود نضالاته وتصحح مساره السياسي، وتقود الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48، والشتات وتابع: "هذا هو النهج الصحيح الذي نحن في حاجة إليه من أجل وحدة الساحة الفلسطين".