باتت كل الطرق مفتوحة نحو التمديد لمجلس النواب على ما سيظهر في اجتماع هيئة مكتب المجلس قبل ظهر اليوم والاتفاق على عقد جلسة عامة بعد غد الجمعة، بعد استنفاد كل الاتصالات مع الافرقاء المعنيين وان كان هذا الخيار لم يأخذ موافقة نهائية من "التيار الوطني الحر" الذي قد يقاطع نوابه الجلسة المقررة.

وجاء هذا التطور بعد لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ووفد "تيار المستقبل" برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة، وقد اجمع الطرفان على ان المناخ السائد في البلد لا يشجع على اجراء هذا الاستحقاق وان سلوك قطار التمديد هو الأفضل في رحلة عمرها سنة ونصف السنة. وان كان البعض في قوى 14 آذار يريدها 14 شهراً وهذا ما سيتبلور في جلسة الجمعة.

ودفعت جريمة الاعتداء على الجيش واستشهاد ثلاثة عسكريين منه فجر أمس في عرسال اصحاب نظرية التمديد الى الدفاع عنها اكثر، ولا سيما ان ثمة مراجع تلقت معلومات تفيد ان المخططين لهذا الاعتداء كانوا يسعون الى توريط المؤسسة العسكرية في معركة طويلة وفتح "نهر بارد" ثان، لانه بعد قتل العسكريين توجه المهاجمون بحسب التحقيقات نحو مركز للجيش بغية القضاء على جنوده، وكان الحراس لهم بالمرصاد ويرجح انهم اصابوا احد المهاجمين الذين فروا في اتجاه الاراضي السورية.

وثمة رؤية لدى "حزب التمديد" للبرلمان وهي ان البطولة تتمثل في انقاذ البلد وليس الوقوع في قلب الخطر والتوجه الى الانتخابات واغراق اللبنانيين في أزمات تتوالد كالفطر في اكثر من منطقة.

الرئيس بري ليس بعيداً من هذا المنطق وما يقلقه هو ان التفرج على محنة الجيش واستنزاف طاقته والقضاء على هيبته عند اللبنانيين. وقد ناقش هذا الموقف باسهاب مع السنيورة من دون التطرق الى ملف الحكومة لا من قريب ولا من بعيد، وتوصل رئيس المجلس الى خلاصة ان هناك تضامناً وطنياً ينبغي ايجاده لصد الاعتداء وحماية الجيش بـ"رموش العين".

ويقول لـ"النهار" ان "هناك اعتداء على الدولة وحضورها وان كثراً يفتشون عن الربح والخسارة بينما المطلوب ان يربح لبنان وتوفير عناصر الحماية المطلوبة له".

ولذلك يرى بري ان الاسباب الموجبة للتمديد تتمحور في اساسها على الوضع الامني القائم وغير المشجع لاجراء الانتخابات وتوفير السلامة المطلوبة لها وغير الموجودة في اكثر من منطقة ساخنة.

ويتساءل: "هل في امكان اي من المرشحين ان يقوم بحملته ويجول في عدد من المناطق"، ولكنه لا يدخل في تسمية المناطق المقصودة منعاً للمزيد من الحساسيات والتشنجات المذهبية التي تحكم عقول اكثر اللبنانيين في هذه الايام.

ويبقى الهدف الاساسي عنده بحسب قوله لـ"النهار": ان التمديد هو لعدم اجراء انتخابات وفق قانون الستين والوصول الى نتائجه مرة اخرى لانها ستكون نفسها تقريباً في ظل هذه الاوضاع خصوصا ان بورصة المرشحين بقيت على حالها".

ويضيف ان "السعي الى التجديد ليس هرباً من الانتخابات لكن التطورات والوقائع اليومية على الارض لا تسمح باتمام هذا الاستحقاق في صورته الطبيعية".

ورداً على الرافضين للتمديد من رئيس الجمهورية ميشال سليمان - اذا استمر في موقفه – والنائب ميشال عون، اللذين سيطعنان بقرار المجلس اذا مدد لنفسه، قال بري لأحد زواره: "من حقهما ان يفعلا ذلك وبالامس قدم نواب جبهة النضال الوطني طعناً في المهل ولم تخرب الدنيا".