أشار وزير الخارجية الجزائرية ​مراد مدلسي​، إلى ان "بلاده لن تتخلى عن مبدأ عدم التدخّل في شؤون الدول كما تطالبها بذلك بعض الدول مهما كانت الانتقادات الموجهة إليها"، قائلاً: "ان الجزائر سيّدة في قرارها، البعض يريد أن تكون الجزائر أكثر حضوراً بالنظر إلى مصالحهم، لكن الجزائر تريد الحفاظ على سيادتها لحماية سيادة الآخرين بالخصوص دول المنطقة".

وفي تصريحات لإذاعة الجزائر الدولية، شدد على ان "الجزائر لن تتراجع عن مبدأ احترام سيادة الآخرين وهذا المبدأ يتبناه آخرون أيضاً، ويمكن من خلال هذا المبدأ تطوير علاقات أخوية وغنية وهذه هي إرادة الجزائر التي لن تغير موقفها مهما كانت الإنتقادات الموجهة إلينا والتي نتفهم مبرراتها"، مشيراً إلى ان "بلاده تعتقد أنه ضمن نظام دولي معقد هناك قواعد مقيدة، وهذه القواعد تحتم علينا بأن لا نتجاهل المشاكل بل نساهم في حلها ولكن القاعدة العامة هو احترام الآخرين وهي القاعدة التي تحترمها الجزائر منذ زمن بعيد، وهذه القاعدة التي سمحت لنا في ظروف مواتية مواجهة أزمات هامة وعديدة والتي في الكثير من المرات توجد على حدودنا المباشرة".

وبشأن الأزمة السورية، قال مدلسي: "إن هدف الجزائر من خلال جهودها لحل الأزمة السورية هو توقيف العنف في هذا البلد، ودفع الحوار وخلق الظروف المواتية لجمع كل السوريين حول المتفق عليه ونبذ المختلف فيه"، معتبراً ان "الأزمة السورية قسمت العرب، والآن فهمنا كلنا بأن العنف لن يؤدي إلا إلى العنف"، واصفاً الأزمة السورية بـ"القضية الخطيرة للغاية، ليس بالنسبة للسوريين ودول المنطقة بل هي خطيرة للغاية بالنسبة للعالم الإسلامي ومن خلال ذلك فإن العالم الإسلامي الممتد في العالم تجعل من القضية هامة بالنسبة للجميع".

كما دعا مدلسي إلى "عدم التدخّل الأجنبي في الشؤون الداخلية لليبيين وتركهم يقيمون دولتهم بالطريقة التي يرونها"، قائلاً: "إن ليبيا هي دولة يجب أن تبني مؤسساتها من جديد هذه المؤسسات يجب أن توضع من جانب الليبيين من دون تدخّل خارجي، وهذه المؤسسات يجب أن تكرس الشكل الوحدوي لليبيا ويبقى لليبيين تحديد الطريقة التي سينظمون أنفسهم بها".