لفت بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي إلى "التحديات السياسية التي تواجهنا اليوم في العالم وفي منطقتنا بالذات"، مذكرا بأن "السياسة، في الأصل، هي حسن قيادة الشعوب"، معتبرا "أننا اليوم نشهد خلطا بين المفاهيم السياسية وما تستلزمه من خلقيات وقيم مجتمعية، والمعطى الديني القائم على الإيمان والأبعاد الروحية"، مشيرا إلى أنه "من نتائج هذا الخلط احتقانٌ في الخطاب السياسي الذي يمتطي الدين وسيلة، ويشرذم الشعوب، ويلغي مفهوم المواطنة".

وشدد خلال احتفال جامعة البلمند بمرور 25 سنة على تأسيسها، على أن "التسلح بفكر نقدي ثاقب مطلوب اليوم أكثر من أي يوم مضى، لكي يستطيع شبابنا أن يشق طريقه نحو المستقبل بروح تتمتع بطاقة الاستقلالية من جهة، وبالقدرة على التواصل من جهة أخرى. يأتي هنا دور الجامعة المميز، ودور جامعتنا بالذات".

ولفت إلى أنه "في مجتمع تقوى فيه العصبيات والميل للتكفير، نحن مدعوون إلى جعل الجامعة أرضا نموذجية للانفتاح، وقبول الآخر، والفرح بالتنوع"، مشيرا إلى "أننا ننظر إلى المستقبل بثبات، لأن يدنا على المحراث ولا ننظر إلى الوراء، فالجامعة قوة للكنيسة وقد ظهر ذلك من خلال عدد كبير من النشاطات، والدراسات، والخدمات التي قدمتها لشعبنا، ولتراثنا، ولتاريخنا، وهي قوةٌ للكنيسة لأنها ذراعها في مجالات هامة لا تدخل في سياق عملنا الكنسي المباشر".