لن يكتفي رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون بالموقف الذي أعلنه بعد إجتماع التكتل، من موضوع إدراج الجناح العسكري لـ"حزب الله" على قائمة المنظمات الإرهابية، حيث أن لدى "التيار الوطني الحر" عملاً آخر سوف يسعى إلى القيام به في الأيام المقبلة على الجانب الدبلوماسي من الموضوع، من خلال شبكة العلاقات التي لديه مع العديد من الدول الأوروبية بحسب ما تؤكد مصادر مطلعة.

الحليف الإستراتجي لـ"الجنرال" يتعرض لـ"إعتداء" معنوي من قبل الدول الأوروبية، وهو يدرك جيداً أن الوقوف إلى جانب الحزب في هذه المرحلة واجب، وهنا تذكر المصادر المطلعة بمواقف "الجنرال" خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز من العام 2006، لتؤكد أن من غير الوارد ترك الحليف في هذه المواجهة وحيداً، لا سيما أن التيار قد يكون قادراً على المساعدة في هذا الموضوع.

وتتحدث المصادر، في هذا السياق، عن جهود سوف تبذل في هذا الإطار، إنطلاقاً من أن القرار الأوروبي أشار إلى أنه سيكون موضع مراجعة كل 6 أشهر، من أجل أخذ القرار المناسب من تجديده أو عدمه، وتشير إلى أن هذه الجهود ستكون إلى جانب الجهود التي على الدبلوماسية اللبنانية الرسمية ممارستها، لا سيما أن كلاً من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، إضافة إلى وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور أعلنوا عن هذا الأمر في مناسبات عديدة.

وتدرج المصادر اللقاء، الذي عقد في الرابية، بين رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" والسفير البريطاني ​توم فليتشر​، بحضور رئيسة حزب "الديمقراطيّون الأحرار" تريسي شمعون في هذا الإطار، حيث تشير إلى أن شمعون لديها علاقة صداقة قوية مع السفير البريطاني كما أن لها علاقات صداقة متينة تربطها وزوجها ببعض السياسيين النافذين في بريطانيا، وهي بذلك قادرة على المساعدة في هذا المجال من خلال توضيح المواقف، وتلفت إلى دور قد تقوم به أيضا زوجة النائب سيمون أبي رميا، مسؤولة حزب "التجمع من أجل حركة شعبية" الفرنسي في لبنان فابيان بلينو، لا سيما أن لديها نشاطاً سياسياً كبيراً على صعيد العلاقات اللبنانية الفرنسية.

Click image to close windowحول هذا الموضوع، يوضح مسؤول العلاقات الدبلوماسية في "التيار الوطني الحرّ" ​ميشال دو شدرفيان​ أن موقف التيار من القرار الأوروبي واضح، لكنه يشير إلى أن ليس هناك من دور معين يقوم به في هذه المرحلة على الصعيد الدبلوماسي، ويؤكد أن التيار يبدي رأيه في كل المناسبات بكل صراحة، داخل الإجتماعات وخارجها، من كل الملفات المطروحة.

ويلفت دو شدرفيان، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن اللقاء مع السفير البريطاني في الرابية كان محدداً منذ نحو إسبوعين، أي لا علاقة له بالقرار الأوروبي الذي صدر قبل أيام قليلة، أما حضور شمعون فهو أمر طبيعي نظراً إلى وجود شأن يعنيها، لكنه يؤكد أنه تم التطرق إلى الموضوع المتعلق بـ"حزب الله" خلال اللقاء، حيث تم التأكيد على موقف "الوطني الحر" المعلن، لا سيما أن لا إثبات على قيام الحزب بأي عمل إرهابي لا في أوروبا ولا غيرها، ويضيف: "في أي مكان سوف نكون فيه سوف ندافع عن معتقداتنا وقناعاتنا".

في المحصّلة، تؤكد المصادر أنّ "التيار الوطني الحر" ينشط لمتابعة القضية، ولو نفى المعنيون وجود أيّ دور محدّد له على هذا الصعيد، وترجّح أن يكون "التكتّم" حول التحركات التي يقوم بها "التيار" جزءا من "الاستراتيجية" وذلك لكي لا يتمّ إجهاضها، كما أثبتت التجارب السابقة، علما أنّ الموقف المعلَن لـ"التيار" لجهة دعم "حزب الله" ورفض تصنيف على لائحة الارهاب الأوروبية واضح ولا يحتمل اللبس.