أكد قياديون بارزون ومسؤولون في حركة "حماس" أن مصر أصبحت في موقف المعادي للقضية الفلسطينية، بعد اتهامها بالتخابر مع الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وموجة التحريض والاتهامات التي تطالها من قبل ما وصفوه بـ"الإعلام الأسود"، الذي يخدم "الاحتلال الاسرائيلي"، مشددين على خطورة ذلك وما سيعقبه من أضرار وانعكاسات خطيرة على القضية الفلسطينية بشكل عام، ومطالبين مصر بتحديد سياستها تجاه القضية الفلسطينية وحركة "حماس".

وشـدد هؤلاء، في أحاديث منفصلة لـ"النشرة"، على أن اتهام الحركة بالتخابر يأتي ضمن "مؤامرة صهيونية" تهدف لزج "حماس" في أتون الأحداث المصرية، ومن باب الكذب والسحر الذي بدأه فرعون الأول "والآن يكرره بعض أحفاده من خلال القضاء الخائن والعميل الذي سيكشف زيفه الشعب المصري" حسب قولهم.

وكان المستشار حسن سمير قاضي التحقيق المنتدب من محكمة استئناف القاهرة قد أصدر الجمعة قراراً بحبس الرئيس المصري المعزول محمد مرسي لمدة 15 يوماً احتياطيا على ذمة التحقيق بتهمة التخابر مع جهة معادية هي حركة "حماس"، واقتحام السجون.

لمحاكمة كل من حرضّ على "حماس"

وفي هذا الإطار، أكد ​محمود الزهار​ القيادي البارز في حركة "حماس"، أن حركته يمكن أن تلجأ إلى القضاء من أجل محاكمة كل الذين قدموا بيانات وبلاغات وتصريحات وبرامج إعلامية ضد حركة "حماس" دون أن يكون هنالك أي دليل أو وثائق تثبت صحة ذلك، مشيراً إلى أنه عندما تنتهي المرحلة الحرجة في مصر "سنلجأ إلى القضاء".

وأضوح الزهار، في حديث لـ"النشرة"، أنّ من يعتبر الحركة "إرهابية" هي أميركا وإسرائيل وحلفاؤها في المنطقة، لافتاً إلى أن من يدير حملة التحريض في الإعلام المصري على حركة "حماس" يوضع في صف أميركا وإسرائيل، مشيراً إلى أنه لم يثبت في مصر ولا لدى الأجهزة الأمنية المصرية ولا القضاء المصري أي عمل مخل بالأمن والاستقرار من قبل حركة "حماس".

واعتبر الزهار أن الذين يقودون الحملة ضد "حماس" يحاولون أن "يشيطنوها" ويخدموا المشروع الإسرائيلي في المنطقة، مشدداً على أن موقف مصر على مدار التاريخ دائماً مع الشعب الفلسطيني ويخدم برنامج المقاومة، سيما أن كل قيادات المعارضة الحالية كلها اتصلت بالحركة وكسرت الحصار وجاءت بمساعدات لها.

وتساءل الزهار: "بعد كل ذلك ما الذي حدث الآن حتى تتحول الصورة إلى عكسها؟" وأضاف: "واضح أن الهدف منها ارضاء أميركا واسرائيل وهذا أمر مشين لا يقبل به الشعب المصري".

وأوضح القيادي في "حماس" أن الإعلام المصري الخاص دفع ملايين الدولارات والمليارات من أجل أن يرسخ هذه الحقيقة الزائفة، ولكن في المحصلة الشعب المصري يعرف حقيقة "حماس" وقيادتها ومقاومتها للاحتلال الإسرائيلي وفي نفس الوقت لا يقبل بالتطبيع مع الكيان الإسرائيلي وهذا ما أثبتته التجربة بعد أربعين سنة.

ولفت الزهار إلى أن القضية الفلسطينية أصبحت رهينة التجاذبات الداخلية الحاصلة في مصر، لكنه قال: "إن الشعب المصري سيحسم موقفه ونحن على قناعة بأنه يختار من هو صالح لمصلحته".

وكانت وسائل إعلام مصرية شنت حملات إعلامية ضد حركة "حماس" في غزة، واتهمتها بالمشاركة في الأحداث الجارية بمصر، ونسبت إليها بيانات وتصريحات مختلفة، نفتها الحركة جملة وتفصيلاً.

مصر أصبحت في موقف المعادي لفلسطين

من جهته، اعتبر النائب عن حركة "حماس" في المجلس التشريعي الفلسطيني ​اسماعيل الأشقر​ أنّ اتهام "حماس" بالتخابر مع الرئيس المعزول محمد مرسي، اتهامات تدع الانسان يضحك ويبكي في آن واحد، مشدداً على أن هذا الاتهام يدعو إلى الاستهجان والاستغراب، لافتاً إلى أن مصر أصبحت في موقف معادٍ للقضية الفلسطينية، وكأن حركة "حماس" صارت عدوا لمصر، وهذا أمر بالغ الخطورة.

ولفت النائب الأشقر عبر "النشرة" إلى أن الحركة ستستفسر عن حقيقة وواقعية الاتهام، الذي لم تتوقع أن يصدر من مصر بهذه الطريقة، والمطلوب منها أن تحدد سياستها تجاه القضية الفلسطينية وحركة "حماس".

وأكد الأشقر أن مصر تحتضن القضية الفلسطينية وتتواصل مع الحركة منذ أيام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك ومروراً بالثورة المصرية وخلال عهد الرئيس محمد مرسي وتحتضن الشعب الفلسطيني وفصائله، مؤكداً عدم تدخل "حماس" في أي شأن من الدول العربية وهي لا تسمح لأي كان أن يتدخل في سياستها ويملي عليها شيئا.

وأضاف الأشقر: "زج حماس بهذه الطريقة أمر بالغ الخطورة ويدعو السطات المصرية إلى النظر في كل ما يجري على أرض الواقع، وسياسة التحريض العمياء التي ستدفع المنطقة نحو المجهول".

وحمّل الأشعر ما وصفه بـ"الإعلام الأسود" الحاقد المسؤولية عن كيل الاتهامات على الحركة والمقاومة، والتحريض على الشعب الفلسطيني، مشيراً إلى أنه سيدفع المنطقة نحو أتون استقطابات حادة جداً.

ورأى النائب في المجلس التشريعي أن التحريض من قبل الإعلام المصري الأسود مدعوم من مال مسيس وهدفه النيل من المقاومة الفلسطينية ودعم الاحتلال الاسرائيلي وتجميل صورته، مشدداً على أنه لا يخدم المشروع الوطني الفلسطيني والمشروع القومي العربي.

"مؤامرة صهيونية"؟!

في المقابل، رأى القيادي في حركة "حماس" ومسؤول دائرة الرقابة في المجلس التشريعي ​يحيى موسى​ أن ما حدث من اتهام لحركة "حماس" أتى ضمن "مؤامرة من الصهيونية العالمية والإدارة الأميركية للانقلاب على مصر من خلال بعض العملاء والفلول الذين يزجوا بحركة "حماس" في أتون الأحداث الجارية في مصر".

وشدد موسى على أن اتهام الحركة بالتخابر مع الرئيس المعزول محمد مرسي "من باب الكذب والسحر الذي بدأه فرعون الأول والآن يأتي بعض أحفاده ليكرروه من خلال هذا القضاء الخائن العميل الذي سيكشف زيفه وسيسقطه الشعب المصري والقضاة الشرفاء"، حسب قوله.

وقال موسى إن ما يحدث هو تاريخ أسود وعار تلطخه الدولة العميقة وفلول مبارك وقوى الشر والظلام من أعداء ثورة "25 يناير" في مصر، بحيث يحاولون أن يقلبوا القيم والمفاهيم العروبية التي حكمت علاقة مصر تاريخياً وحضارياً بفلسطين وكانت حاضنة لقضيتها على مدى التاريخ.

وأوضح ان هناك عصابة من اللصوص سرقت ثورة الشعب المصري وتريد تشويه كل شيء جميل في مصر، وهم أنفسهم يعلمون تماماً أن الشوكة في حلق الإدارة الأميركية والاحتلال الإسرائيلي هي حركة "حماس"، لذلك فهم يحاولون وبكل السبل أن يكسروها ويحاصروها ولكن كان الشعب الفلسطيني يحتضنها في وجه كل القوى الظلامية.

وأضاف: "هذه مؤامرة لن تمر وهم يريدون ان يغطوا بعورتهم المفضوحة أمام العالم الذي يعرف أن هذه ما هي إلا أكاذيب وافتراءات، خصوصاً وأن إسرائيل قالت في يوم من الأيام عن مبارك أنه كنز استراتيجي لها، واليوم تعبر عن الذي يقود الخزي والعار أنه بطل قومي لليهود".