أوضح متروبوليت بيروت للسريان ​دانيال كورية​، أن "ما حَدث في لبنان والعراق وفلسطين وما يحصل في سوريا اليوم، ليس إلاّ تأكيداً على كل ذلك، فما تزال بِلادُنا في الشرق تعاني وتتألم وتعيش أيّاماً قاسية وعصيبة، من عُنفٍ وحروبٍ وإرهابٍ وتهجيرٍ وجوعٍ وخطفٍ واغتصابٍ وانتهاكٍ للكراماتِ والحقوق واقتلاعٍ من الجذور وتدمير وتفجير للكنائس والأديرة على يدِ أعداءِ الحرية والإنسانية، ومع كل ما حَملَته رسالةُ المسيح يسوع من محبة وسلام وتسامح، أُضّطُهد اتباعُها وما زالوا يُضطهدون ويُقتلون ويُهجَّرون ويُخطَفون، ولا سيما مؤخّراً وقبل مئة يومٍ، اختطاف المطرانين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي، وما خَطفُهما إلاّ نموذجاً لإرهابِ وتخويفِ المواطنين في سوريا وخصوصاً المسيحيين، فالترهيب علامة واضحة للتهجير".

ولفت في قداس احتفالي في ذكرى الشهداء السريان الى أنه "رغم أصالتِنا نحن السريان ومعنا كل الطوائف التي تُسمى أقليات، وتاريخِنا المجيد في الشرق ونضالِنا المتواصل وبالتحديد في لبنان الذي امتزجت في ترابه دماءُ شهدائِنا معَ دماءِ باقي الشهداء الشرفاء فحقوقنا المشروعة على الصعيد الوطني مهمّشة ومُتجاهلة، كالتمثيل الوزاري والنيابي والإداري والوظيفي، فأين ضمير ووجدان القادة اللبنانيين الذين يدعون للعدالة والمساواة والديمقراطية قولاً ولكنهم يعملون على أساس الطائفية والمذهبية والقومية والحزبية، بدلاً عن عملهم في زرعِ الحبِّ والإخاء والوفاق والسلام بين أبناءِ البلد الواحد، الشيء الذي يكرِّس ويَدعم السلم الأهلي والعيش المشترك والوحدة الوطنية، ويَهزُم كلَّ مُفسِدٍ وعدوٍ ومُخطَّط يسعى إلى تدمير وخراب لبنان".

وناشد القادة اللبنانيين لـ"العمل بكل ما فيهم من قوّة، وعلى الصعيد الدولي والإقليمي لوقف نزيف الدم وهجرة المسيحيين وتهجيرهم من الشرق، وتفجير كنائسهم ودور عبادتهم وأديارهم، وفك أسر المطرانين الجليلين المخطوفين وكافة المخطوفين من رجال دين وعلمانيين."