رأى رئيس حزب "الوطنيين الاحرار" النائب دوري شمعون أن لبنان أحوج اليوم الى قرار رجال دولة يقضي بإجراء عملية جراحية لاستئصال الورم الايراني من جسده والمنتشر في كل مؤسساته دون استثناء، وفي مقدمتها المؤسسات العسكرية والأمنية التي باتت محط اهتمام السفارة الايرانية في بيروت عبر وكيلها المسلح حزب الله، لافتا على سبيل المثال الى أن ملف اغتيال هاشم السلمان مازال حتى الساعة في مخفر الاوزاعي بانتظار إنهاء التحقيق به (ولن ينتهي) إن لم يكن بانتظار ايجاد مخرج لإدانة القتيل وتبرئة القاتل، معتبرا بالتالي انه لم يعد جائزا ترك الدولة الايرانية تستعمل لبنان مسرحا لتطبيق أجندتها السياسية ومنطلقا لمواجهاتها مع المجتمع الدولي، إذ على الدولة اللبنانية اتخاذ الخطوات المناسبة والسريعة لتحرير سيادتها وقوانينها ودستورها ومؤسساتها من المعتقلات الايرانية في حارة حريك.
ودعا النائب شمعون في حديث صحافي كلا من الدولة اللبنانية والجامعة العربية التي لم تسلم الدول الاعضاء فيها، وتحديدا الدول الخليجية منها من التدخلات الايرانية العابثة بأمنها واستقرارها، الى قطع العلاقات الدبلوماسية فورا مع إيران، وذلك للحد من الاضرار السيادية التي تلحقها بهم إيران عبر فصائلها وأحزابها العسكرية ومنظماتها الاستخباراتية، مشيرا بالتالي الى أن الورم الايراني لا يمكن استئصاله سوى بقرار تاريخي جريء على قاعدة "لا أحد أكبر من الدولة"، حيث يبدأ بقطع العلاقات مع إيران وإقفال سفارتها وينتهي بتحجيم قدراتها الامنية المشلة لحركة قيام الدولة.
ولفت شمعون الى أن الخطر الاكبر الذي تلحقه ايران بلبنان والدول العربية يكمن بخطفها للطائفة الشيعية الوطنية، وبتوتير علاقتها ليس فقط بالدولة إنما بسائر الطوائف والمذاهب الاخرى، علما أن الطائفة الشيعية في لبنان مليئة بالشخصيات الوطنية الرافضة لسياسة إيران ودورها في لبنان والمنطقة العربية، إنما هي شخصيات مغلوبة على أمرها وغير قادرة في ظل السلاح غير الشرعي على الظهور لتصويب مسار الطائفة. وأضاف شمعون قائلا: "لا يصدقن أحد أن حزب الله يريد الدولة والمؤسسات والجيش، ولا يؤمنن أحد بأن لحزب الله رغبة بتشكيل حكومة جديدة في لبنان"، معتبرا أن الدولة اللبنانية غير موجودة في حسابات حزب الله المعني فقط بتحقيق الهدف الذي من أجله أنشأه الحرس الثوري الايراني في العام 1982، ألا وهو جعل الحكم في لبنان امتدادا لحكم الولي الفقيه في طهران، وهو بالتالي لن يرضى بتشكيل حكومة لا تؤمن له مستلزمات هذا المسار الانحرافي الذي يرفضه اللبنانيون وترفضه بقرارة نفسها غالبية الطائفة الشيعية الكريمة.
على صعيد آخر، وتعليقا على كلام رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون الذي اتهم فيه كلا من قوى الأمن الداخلي بتهريب السلاح والقوى السياسية بتعطيل دور الجيش والنيل من كرامته، لفت شمعون الى أن العماد عون استنسابي في رمي الاتهامات على اللبنانيين ومزاجي الخلق ليس فقط في تعاطيه مع الرئاسات اللبنانية الثلاث والقيادات السياسية، إنما أيضا في توصيف الشعب اللبناني تارة بالشعب العظيم وطورا بالشعب الطز، معتبرا بالتالي أن مصلحة العماد عون الانتخابية تقضي بالتغاضي عما تعرض له ضباط الجيش من توقيفات على خلفية أحداث الشياح، وعن إسقاط مروحية النقيب سامر حنا وقتله عمدا في سجد، معتبرا بالتالي أن العماد عون آخر من يحق له الكلام عن كرامة الجيش التي تحرص قوى 14 آذار وكل من الرئيسين ميشال سليمان وتمام سلام على صونها والدفاع عنها.