أشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى أنه "أن تعلن جماعة الأخوان المسلمين في مصر بعد فضّ اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة" عن خروج أنصارها أول من أمس من 28 مسجداً في القاهرة والجيزة في مظاهرات للرد على فض الاعتصامين، يعني أن قادة الجماعة يدركون النتائج التي لن تكون إلا مزيدا من الفوضى وهذا ما حدث فعلاً، وهم بذلك يهدفون إلى صناعة واقع جديد يتمثل في الاضطرابات وعدم الاستقرار إذا لم تكن السلطة لهم، وهذا السلوك لن يتجاوز كونه غياباً للنظرة السياسية الواعية لديهم إذ إنه لن يؤدي إلا إلى زيادة نفور المواطنين منهم".

ولفتت إلى أن "المواطنين الذين كانوا يسكنون في منطقتي الاعتصامين عانوا الأمرين خلال فترة الاعتصامين ولم يعد بمقدورهم الحركة، بل تعرض بعضهم للأذى على يد عناصر مسلحة من جماعة الإخوان المسلمين ممن "عسكروا" في الميدانين، مما أدى إلى تدخل الدولة لإبعادهم من أجل سلامة الآخرين، وكان أن ضبطت كميات من الأسلحة التي أدخلها الإخوان إلى مواقع الاعتصام، ليعطوا الدليل القاطع على أن نيتهم ليست نقية وأنهم لا يعتصمون سلمياً، ويمارسون العنف لتحقيق مطلب عودتهم إلى السلطة".

وأوضحت أنه "لم يصل الأمر بالإخوان إلى مهاجمة عشرات الأماكن الحكومية وأقسام الشرطة وتخريبها، وإنما مارسوا عمليات القتل في بعضها كما حدث في قسم شرطة "كرداسة" قبل أيام، إذ يظهر شريط فيديو تم تداوله أن أنصار الإخوان ذبحوا العناصر الموجودة فيه، وهم 11 ضابطاً ومجنداً أثناء تأدية عملهم، إثر استهدافهم له بأسلحة ثقيلة ثم إحراقه، ليستمر نزف الدماء، وتتواتر المشاهد المؤلمة التي تظهر مؤيدي "الإخوان" المسلمين يطلقون النار على منازل المواطنين أو على رجال الأمن. كل ذلك يؤكد أن الإخوان المسلمين قد تسلحوا بما يكفي خلال الفترة الماضية احتياطاً لمرحلة مقبلة، ويبدو أن وقت استخدام الأسلحة قد حان برأيهم، فأخرجوها لإجبار الجميع على الاستسلام لرغبتهم الجامحة في السلطة، مما يعني أن الإجراء الأكثر أهمية في مصر اليوم هو سحب أسلحة الإخوان لخطورتها مستقبلاً، والبحث عن الطريقة التي تسلحوا بها، إذ لا بد أن هناك من سهل وصول السلاح بمعرفة قادة الإخوان قبل أن يتم توزيعها على عناصر الجماعة".

وشددت على أن "استقرار مصر مرهون في حقيقته باستيعاب الإخوان أنهم ليسوا أهلاً للحكم، وألا يبقى لديهم سلاح، إذ لا يعقل أن يكون لدى الإخوان جيش مسلح يقاتل لمصالحهم، فيما جيش مصر موجود لحماية الوطن".