كما الضاحية الجنوبية، نشر الجيش اللبناني وحزب الله حواجز على المداخل الرئيسية لمخيم برج البراجنة. بعض أبناء المخيم أبدوا امتعاضهم من الحواجز، إذ كانت في السابق محصورة على المدخل الغربي للمخيم، والآن الحواجز عند كل مفرق طريق يوصل إلى المناطق المحاذية.
فجر أول من أمس، وقف عناصر أمن حزب الله على باب المخيم للمرة الأولى. وحتى هذه اللحظة، هناك مباركة فلسطينية لإجراءات حزب الله، أما الممتعضون فلا يتجاوز عددهم أصابع اليد، إذ «كانت بينهم وبين بعض عناصر الحاجز إشكالات مسبقة»، على ما يؤكد أحد المصادر في المخيم. وعلى الباب الشرقي، وقف عناصر الحزب أيضاً لتفتيش السيارات والتدقيق في هويات بعض الداخلين إلى المخيم، فالباب الشرقي أو «مدخل زين الدين» لا يوصل إلى المخيم فقط، بل تتشعب الطريق إلى حي الروضة، حيث توجد الجماعة الإسلامية.
بعد مرور أسبوع على متفجرة الرويس، لا يزال مسؤولو الفصائل في مخيم البرج في غيبوبة. يؤكد كل مسؤولي الفصائل ضرورة إقامة حواجز داخل المخيم، لكن حتى الآن لم ينعكس كلامهم على الأرض، إذ لم تثمر الاجتماعات التي عقدوها عن شيء. لا رؤية موحدة حول كيفية مواجهة كل ما يجري في محيط المخيم. «يجب علينا التحرك، لكنني لا أفهم سبب تقاعس البعض وتخلفهم»، يقول مسؤول فصيل في البرج. يغيب عن بال المسؤولين أن الاتهامات الموجهة إلى الفلسطينيين تتطلب إجراءات ملموسة على الأرض لتطمين المحيط اللبناني.
وفي المخيم أيضاً، انتشرت شائعات تتحدث عن وجود «5 سيارات مفخخة داخل المخيم» كالنار في الهشيم بين أبناء المنطقة. بعض الشباب تولوا مهمة الحفاظ على الأمن، وطلبوا من أصحاب السيارات المركونة وضع أرقام هواتفهم على زجاجها، وتناوبوا على السهر في الأحياء.
أمس، كان الشارع الرئيسي في المخيم شبه خال من السيارات. وعلى مدخل المخيم، وقع إشكالٌ بين بعض عناصر الحزب وشاب، لكنه حلّ سريعاً. «حقهم الجماعة، يعملوا اللي بدهم إياه» يقول أحد فلسطينيي البرج، قبل أن يشتم أحمد طه وما سببه من حالة توتر في المخيم.
في برج البراجنة، الخوف سيد الموقف. فبعض الفلسطينيين متهمون بالنسبة إلى أبناء الضاحية، أما مسؤولو الفصائل فنيام.
ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة أكد في حديث تلفزيوني أن حزب الله ليس وراء الحملات التي تشن على الحركة، «بل هناك أجهزة أمنية واستخبارية وراء حملة تشويه صورتها في لبنان»، مشيراً إلى أن «حماس لن تسمح باستخدام المخيمات كصندوق بريد ضد لبنان وأمنه».
