كشف القيادي في حركة "حماس" والنائب عنها في المجلس التشريعي الفلسطيني بغزة ​يحيى موسى​ أنّ المجموعات التي تطلق على نفسها "تمرد على الظلم في غزة" لها نقطة ارتكاز مركزية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، لافتاً إلى وجود جهات خارجية شريكة فيها مثل جهاز أمن الدولة المصري والمخابرات العامة.

وأوضح موسى، في حديث لمراسل "النشرة" في فلسطين ​محمد فروانة​، أن هذه المجموعات تم تدريبها وتأهيلها وتنظيمها من قبل جهاز أمن الدولة والمخابرات المصرية، لتوظيفها في غزة على غرار حركة تمرد في مصر(1)، وتم اعتقال بعض أفرادها، حيث يخضعون للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية بغزة.

لا يمكن أن يكون لهم أي دور

ولفت القيادي موسى إلى أن هناك فرقا كبيرا بين الواقع في مصر وغزة، التي هي ضمن إطار الحصار وحركة تحرر تجابه الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون لهؤلاء "الخونة"، كما وصفهم، أي دور عند الشعب الفلسطيني الذي يحمي النظام السياسي وسواعد المقاومة التي تمثل حماية ودرعا قويا لهذا النظام، على حد قوله.

وشدد موسى على أن هذه المجموعات لن تنجح ولن يكون لها أي أثر في غزة، مشيراً إلى أن الأمة العربية تتعرض لمؤامرة دولية تشارك فيها جهات اقليمية اختارتها إسرائيل وأميركا وتشارك فيها قوى تتحالف مع هذه المخططات، معتبراً أن السلطة الفلسطينية هي جزء من هذا التحالف الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية ضد ما يعرف بالإرهاب ويقصد به الاسلام السياسي في المنطقة.

تحالف ممول من دول خليجية

ورأى القيادي في "حماس" أن هذا التحالف ممول من قبل دول خليجية كبيرة، لافتا إلى أنّ هذه الدول ضالعة في ما أسماها "مؤامرة" ضد جمهورية مصر العربية وانتجت هذه التحالفات والمؤامرات، مشيرا إلى أنّ ما يسمى بـ "الشيطان الماكر" في مصر أنتج هذا الانقلاب الفاشي الاجرامي الذي حدث، على حد وصفه، وكأنّ القضية راقت لهم واستسهلوا الموضوع باعتبار أن هذه الادوات الاعلامية الرخيصة والمجموعات الشبابية المغرر بها يمكن ان تفعل نفس الأفاعيل في غزة، مؤكداً أن الجميع يعلم أنه فاشل ولا قيمة له.

وتابع: "جربت أدوات كثيرة زرع الفوضى الخلاقة التي تحدثت عنها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس وفشلت وجربت ثلاثة حروب على غزة والتآمر بالحصار الخانق بكافة أشكاله، وكل ذلك لاقى فشلاً ذريعاً وما تدعيه هذه المجموعات من كلام لا قيمة له بالمعنى الصحيح أو أي أثر ولا معنى لأي مواعيد يمكن أن تحدد في هذا الاتجاه".

شعبنا يعاني من ظلم عباس

وعن اختيار هذه المجموعات لمصطلح "الظلم" في غزة قال موسى: "هذا لا معنى له، شعبنا في غزة يعاني من ظلم (الرئيس الفلسطيني محمود) عباس وإسرائيل وأميركا، وظلم المال العربي الرخيص الذي يوظف بعيداً عن دعم القضية الفلسطينية، وظلم التحالفات ضد كرامة الأمة وحريتها وثوراتها وشعوبها والجميع يرى تماماً الصورة الآن فهي صورة من الدم والوحشية واللاإنسانية".

وأكد موسى أن هذه المجموعات تريد أن تغرق الوطن في الدم، حتى يعود إلى دائرة الخوف والاذعان والاستسلام للمخططات الاستعمارية في المنطقة، كي تبقى اسرائيل هي القوى الوحيدة المتحكمة في هذه المنطقة ويضمنوا إطالة عمر الاحتلال الاسرائيلي.

(1) ظهرت مؤخرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتحديداً على "فايسبوك"، مجموعة تطلق على نفسها "تمرد على الظلم في غزة" تقول أنها تشكل ​حركة تمرد في غزة​، وتدعو إلى الثورة على حركة "حماس" التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007، وأدخلت الغزيين في نفق مظلم بسبب اعتمادها على أسلوب التخوين والتحقير لكل من يعارضها، على حد قول القائمين على الصفحة، التي أمهلت "حماس" حتى تاريخ 10/10/2013 لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، وإن لم يتحقق ذلك فإنها تدعو الغزيين إلى النزول إلى الشارع في 11/11/2013 لتحقيق أهدافها.