لم يعد القسط المدرسي وتكلفة الكتب والقرطاسية الهم الوحيد لدى الأهالي مع اقتراب حلول السنة الدراسية الجديدة، فالهاجس الأمني تخطى بأشواط الهاجس الاقتصادي هذا العام، مع التفجيرات المتنقلة في لبنان. "من يضمن لنا سلامة أولادنا على الطرقات؟" سؤال يقلق راحة الأهالي مع إنطلاق العام المدرسي؛ سؤال يراه الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب ​بطرس عازار​ محقا، مؤكدا أنه "يقدر حرص الأهالي على أولادهم وأن مخاوفهم لها ما يبررها"، مشددا في المقابل على أنه "على الأهل ألا يؤخذوا بالشائعات الكثيرة"، لافتا إلى أنه "يجب أن نناشد القوى الأمنية أن تكثف من مراقبة الطرقات المؤدية إلى المدارس خاصة وأننا عشنا هذه التجارب سابقا".

إرادة الحياة أقوى

الأب عازار يستبعد، في حديث لـ"النشرة"، تأجيل انطلاقة العام الدراسي، مؤكدا "أننا نشارك الأهل همومهم لكن التلاميذ هم أبناء مدارسنا ونحن حريصون عليهم، ونؤكد أن نسبة الإطمئنان للوضع الأمني داخل حرم كل مدرسة يصل إلى 99.99%"، مضيفا: "التدقيق قائم وسأرسل كتابا إلى إدارات المدارس يتعلق بالداخلين والخارجين من حرم المؤسسة، وعلى الأهل عند حدوث أي طارئ أمني في البلد ألا يتهافتوا إلى المدارس لاصطحاب أولادهم لأنهم سيكونون أكثر أمنا داخل المدرسة".

نقيب المعلمين في المدارس الخاصة ​نعمة محفوض​ يرى بدوره عبر "النشرة" أن "طرح تأجيل العام الدراسي بسبب الوضع الأمني خاطئ، مع أننا لا نرى أفقا نحو التحسن ولكننا ندعو لسرقة أيام التعليم قدر المستطاع"، لافتا إلى أنه "يجب ألا ننسى أن الوضع الأمني لا يعني الطلاب فقط بل كل العاملين في الشركات والمصانع والقطاعين العام والخاص وأن كل الناس معرضون للخطر".

المطلوب خطة أمنية لحماية المدارس

"يد الإرهاب ستكون حققت رغبتها وهدفها إذا أقفلنا المدارس"، يقولها محفوض صراحة، مشددا على أن "إرادة الحياة أقوى وسنستمر، والمطلوب من القوى الأمنية فرض الأمن حول المؤسسات التربوية"؛ أمر يؤكده الأب عازار، لافتا إلى أن "دور القوى الأمنية يجب أن يتركز حيث يكون هناك مؤسسات تربوية في محيط سكني مكتظ"، موضحا في المقابل أنه "كان ولا يزال هناك عناصر حماية داخل المدارس يقومون بالمراقبة طوال النهار فضلا عن وجود كاميرات في حرم المدارس".

محفوض، من جهته، يرى أن "الحل هو بفتح أبواب المدارس لأن هذا الأمر يعيد شريان الحياة للبنان"، مطالبا بـ"خطة أمنية للمؤسسات الكبيرة التي يوجد فيها تجمعات كبرى"، لافتا إلى أنه "يتم وضع خطة أمنية في طرابلس بعد التفجيرين في المنطقة من قبل بعض الهيئات بالتعاون مع القوى الأمنية".

وفي ظل البلبلة السائدة في صفوف الأهالي والتلاميذ، يؤكد الأب عازار أنه "سيتم الحديث مع مدير عام ​وزارة التربية​ ​فادي يرق​ عن وضع خطة أمنية بالتعاون مع وزارة الداخلية لتأمين المدارس"، كاشفا أنه "سيطرح هذا الموضوع في الإجتماع التربوي الذي سيعقد اليوم في وزارة التربية"، في حين يوضح يرق لـ"النشرة" أن "إجتماع اليوم هو إجتماع دوري يحصل كل عام مع المؤسسات التربوية الخاصة وإذا تم طرح الموضوع الأمني فسنبحث به"، مؤكدا "أننا ماضون بما هو محدد وفق المذكرة الصادرة عن الوزارة والتي تحدد بدء العام الدراسي في المدارس الرسمية في 23 أيلول"، مشيرا في المقابل إلى "أننا نعمل مع وزارة الداخلية في مجال حماية المدارس ونقوم بدورنا التربوي والقوى الأمنية مشكورة على عملها".

على وسائل الإعلام التنبه..

وفي خضم كل ما يجري في لبنان والمنطقة من أزمات متلاحقة، يشدد الأب عازار على دور وسائل الإعلام بتقديم كل توجيه إيجابي، داعيا إياها "لعدم فتح المجال لمن يقدمون الشائعات والتوقعات والتنبؤات لأن هذه مشكلة كبيرة وتشوه صورة لبنان".

وبين الخوف مما يحاك للبنان من مؤامرات، وترقب ما ستؤول إليه الأوضاع في الأيام القليلة المقبلة، تتمسك المؤسسات التربوية ووزارة التربية بضرورة بدء العام الدراسي بصورة عادية مع التعويل في المقابل على جهود الأجهزة الأمنية في حماية المؤسسات والطلاب.