حضر رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جنيف للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ 129 للاتحاد البرلماني الدولي ولم تفارقه "الاوجاع السياسية اللبنانية"، من عدم تأليف الحكومة الى المراوحة المستمرة حيال الخلاف الدائر حول انعقاد جلسة للحكومة في شأن التلزيمات النفطية، والتي تحولت مادة سجال جديدة من العيار الثقيل بين افرقاء الاجنحة المتكسرة في الحكومة المستقيلة والتي يقودها الرئيس نجيب ميقاتي بشق النفس. ويبقى اللافت أيضا ان ثمة جهات عدة في قوى 14 لم تبد الحماسة المطلوبة لانجاز هذا الملف السياسي – الاقتصادي.

وينطلق بري من مبدأ انه لا يعارض انعقاد جلسة لمجلس الوزراء حتى لو كان يصرف الأعمال لان موضوع النفط أصبح من الأولويات التي على لبنان ان يستفيد منها خصوصا في ظل التهديدات الاسرائيلية المتواصلة لهذه الثروة التي تدخل البلد في نادي دول المنطقة المصدرة للبترول والغاز اذا أحسن استغلالها. وقال رئيس المجلس بالحرف الواحد في جلسة جمعته وعدد من السفراء اللبنانيين وشخصيات من الجالية في سويسرا مساء أول من أمس، في منزل السفيرة في الأمم المتحدة في جنيف نجلا عساكر والوفد النيابي المرافق له والذي يضم عبد اللطيف الزين وجيلبرت زوين وايلي عون: "ان الله منح اللبنانيين هذه النعمة النفطية، ويبدو ان البعض يريد التفريط بها وعدم استثمارها".

ويؤكد رئيس المجلس انه مع تلزيم البلوكات الـ 10 بغية قطع الطريق على اسرائيل ومنعها من التعدي على ثروة لبنان وحقوقه في هذا الحقل خصوصا انه في حاجة الى الموارد المالية لمواجهة أعباء الدين. ويرد في شكل غير مباشر على المعارضين لتلزيم كل هذه البلوكات ان "اجراء التلزيم لا يناقض تطبيق الشفافية المطلوبة".

من جهة أخرى توقف بري امام ما ورد في مانشيت موقع "النهار" أمس الاحد والذي جاء فيه ان "دمشق أوعزت لحلفائها بافشال مبادرة بري" .

وعلق على هذا الموقف وهو في زحمة " الهجوم" عليه من أعضاء الوفود البرلمانية المشاركة في المؤتمر بالقول: "ان هذا الكلام عن الايعاز لا يستقيم، لان موقف حزب الله كان واضحا وجليا منذ البداية في دعم المبادرة فضلا عن التيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي وقوى أخرى ولا داعي للتذكير بالموقف المؤيد للنائب وليد جنبلاط". ولا ينسى أيضا التطرق الى الرئيس ميقاتي "المتحمس للمبادرة"، فيما لا يزال ينتظر موقف تيار المستقبل.

هذه المواقف كانت على خطوط نار الأزمة اللبنانية، اما في التحضيرات التي تسبق الافتتاح الرسمي لأعمال الاتحاد البرلماني الدولي والتي تحضر لها المجموعتان العربية والاسلامية، فيبدو بري طليقا في التعبير عن مواقفه وخصوصا اذا كان الموضوع القضية الفلسطينية والتهديدات الاسرائيلية التي تهدد المسجد الاقصى والتلاعب في اساساته. ولم تخل مداخلاته ولقاءاته مع رؤساء برلمانات من تحذيره الدائم من سفك الدماء والحروب الأهلية في البلدان العربية. وكانت رسالته ولا سيما للعرب "ان الوضع الخطر الذي الذي يواجهنا كعرب يشكل فرصة مؤاتية لاسرائيل لاقتناص الحل الذي تريده لفلسطين وفق المخطط الذي تنفذه في الأراضي المحتلة والقدس والمسجد الاقصى".

ولم تغب مواقفه عن السوريين الذين لجأوا الى لبنان والصعوبات التي يواجهها لبنان من جراء تدفق اعداد اللاجئين الهائلة، وكان شدد على هذا الملف امام رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم. وخاطبه الثاني: "معكم يا دولة الرئيس بري نستطيع ان نتخطى عنق الزجاجة التي تعصف بالمنطقة العربية". ودعاه الى زيارة الكويت. فرد بري: "نحن في الآلام اخوان واخشى ان نترحم على سايكس - بيكو (...)"

بعدها فتح مع الغانم مسألة عدم مجيء الخليجيين الى لبنان: "أريد ان اطمئنكم أن الوضع الأمني في لبنان من أفضل الأوضاع في المنطقة وحولنا، وعلى عكس ما يشاع عند اهلنا واخواننا في الخليج. وهناك قرار على كل المستويات في لبنان هو عدم العودة الى الحرب الأهلية ابدا. هناك انقسامات سياسية حادة لكن الملف الأمني مختلف تماما عما يشاع في هذا الشأن، فلماذا هذا القرار من الأشقاء في الخليج بمقاطعة لبنان؟ واشار الى الوفود التي تحضر الى بيروت من اطباء ومحامين ورياضيين وكل هؤلاء شهدوا للوضع الذي يتعارض مع ما يشاع".

والتقى بري رئيس مجلس الامة في الجزائر عبد القادر بن صالح.