سيعود اليوم رجال حزب الله الى الواجهة مجدداً. سينتشرون بكثافة في الضاحية الجنوبية بمناسبة احياء مراسم عاشوراء. بالنسبة اليهم انتهت الاستراحة الصغيرة التي اخذوها بعد تسلّم القوى الامنية مهمة الحفاظ على امن الضاحية. بالطبع عين حزب الله لم تغفُُ لحظة عن امن الضاحية وعملهم الاستخباري لم يتوقف لحظة، لكن اليوم سيعود رجال الحزب على نحو واضح للعيان، سيبقون على الارض ليلاً نهاراً، ليؤازروا القوى الامنية في عمليات تفتيش السيارات والتدقيق في هويات المارة ومراقبة اي مشتبه فيه. تقول الشائعات ان الحزب حشد قرابة 12 الف عنصر لتطبيق هذه المهمة في الضاحية فقط. الرقم قد يبدو مبالغاً فيه، الا ان بعض مسؤولي الحزب يؤكدون ان «عدد الذين سيشاركون في هذه المهمة لن يقل عن 8 الاف عنصر». يضيف «بعضهم سينتشر بين المشاركين لمراقبة اي مشتبه فيه، بينما سينتشر اخرون في الازقة والاحياء من اجل مراقبة اي تحرك مريب». وقد استدعى حزب الله عناصره الحزبيين بالاضافة إلى عناصر التعبئة لديه لتنفيذ هذه المهمة. ويقول احد مسؤولي الحزب في الضاحية إن «جزءاً كبيراً من اجراءات الحماية سيتركز على العمل الاستخباري غير الظاهر». لا تقتصر هذه الاستعدادات على حزب الله، فقط اذ ان القوى الامنية بدورها ستنشر عناصرها بين المشاركين، كما سيكون هناك تنسيق دائم «بين اللجنة الامنية لحزب الله ووحدة العمليات للقوى الامنية المشتركة»، يقول احد مسؤولي الحزب. من جهته، يقول مسؤول امني ان «القوى الامنية لن تتساهل في هذه الاجراءات، ونأمل ان تمضي هذه الايام على خير».

هذا على الصعيد البشري، أما عملياً فستبدأ الاجراءات من الساعة الرابعة عصراً حتى الحادية عشرة مساء، اذ سيمنع في هذا التوقيت مرور السيارات في المناطق المحيطة والمؤدية الى المجالس العاشورائية. في تمام الساعة الرابعة سترفع السيارات غير المعروف هوية اصحابها من الطرقات المؤدية الى المجالس على ان تنتهي هذه المهمة في تمام الساعة السادسة.

ولضبط حركة السيارات التي قد تدخل الى الضاحية، ستغلق الطرق الفرعية المؤدية الى الضاحية بحواجز باطونية، بينما ستبقى بعض الطرقات الرئيسية مفتوحة امام حركة مرور السيارات. ستكون هذه الطرقات مراقبة، وسيضطر اصحاب السيارات إلى اجتياز عشرات حواجز التفتيش. ما يعني انه خلال الايام العشرة المقبلة فإن أفضل وسيلة تنقل لابناء الضاحية هي السير على الاقدام بدلا من استعمال السيارات. وتقول مصادر امنية وحزبية انه في «الايام المقبلة ستزداد كثافة الحواجز على كافة الطرقات بنسبة ثلاث مرات اكثر عما كانت عليه بعد تفجير الرويس». بالطبع في هذه الفترة التساهل ممنوع لذلك لن تقتصر مهمة الحواجز على عمليات التفتيش السريعة، بل «ستفتش السيارات تفتيشاً دقيقاً كما سيجري التدقيق بهويات المارة »، كما يقول احد المسؤولين في قوى الامن الداخلي .

بالطبع، الاجراءات الامنية أخذت بالاعتبار سيناريوات مثل امكانية وجود سيارات ودراجات نارية مفخخة بالاضافة الى وجود انتحاريين قد يستهدفون هذه التجمعات. لذلك وضعت القوى الامنية وحزب الله خطة تأخذ السيناريو العراقي على محمل الجد.

يقول احد المسؤولين الحزبيين عشية بدء مجالس عاشوراء ان «اللمسات الامنية الاخيرة وضعت تقريباً ولم يبق سوى الاتفاق على التفاصيل الصغيرة». هذه الخطوات من المتوقع ان تزعج سكان الضاحية وزوارها، اذ سبقتها جملة من الشائعات مثل «سيفرض حظر تجول على الضاحية، وستمنع السيارات من الدخول والخروج منها». هذه «الخبريات» نفاها احد المسؤولين الامنيين الذي اكد لـ« الاخبار» انه «لن يفرض اي نوع من حظر تجول حتى ولو جزئياً، لكن الخطة الامنية الموضوعة ستزيد على نحو كبير من عدد الحواجز وسنقوم بتفتيش كل شيء حتى ولو كانت اكياس صغيرة مغلقة». اذاً من المؤكد ان الاجراءات الامنية المنوي اتخاذها ستكون اشد صرامة من المرات السابقة، اذ ان «الخوف الاساسي هو استهداف المشاركين في المجالس على الطرقات المؤدية اليها»، كما يقول احد مسؤولي الحزب، لذلك سيعتمد حزب الله على «الكلاب البوليسية وعلى سيارات اشتراها أخيراً فيها اجهزة لكشف المتفجرات». وكانت القوى الامنية قد عممت منذ ثلاثة ايام مواصفات سيارتين مشتبه فيهما واسماء اشخاص مطلوبين.