الخميس المقبل، سيجتمع وفد من نواب "التيار الوطني الحر" مع نواب من "تيار المستقبل" في مجلس النواب واللقاء أول من نوعه، علماً ان ثمة قنوات واتصالات مباشرة وغير مباشرة بين "التيار الوطني الحر" و"المستقبل" وبعيدة من الأضواء منذ الكلام على الانتخابات والتمديد لمجلس النواب والتعيينات.

فبعد لقاءات "التيار" مع الحزب التقدمي الاشتراكي في سياق سياسة الانفتاح التي يعتمدها واعلانه تواصله مع كل الكتل، يجيء هذا اللقاء الاول في صورة مباشرة بين الطرفين، بعيداً من الاصطفافات السياسية التي قسمت البلاد عامودياً. أما جدول أعماله فـ"مفتوح"، وفق النائب جمال الجرّاح. بينما يكتفي النائب آلان عون بالقول "اننا في الخلوة التي أجراها "التيار الوطني الحر"، قررنا التحرك على مستوى العمل التشريعي واتخذنا شعار "فصل التشريع عن السياسة"، ومن الطبيعي ان نتخذ قرار التواصل مع كل الافرقاء والكتل النيابية، وعلى هذا الاساس تحرّكنا، فما نشدد عليه اننا لا نريد التعاطي، تحديداً في العمل التشريعي، انطلاقاً من خلفية سياسية بل التحاور مع الجميع، ولا ضرورة للخضوع للاصطفافات السياسية".

الجرّاح يضيف ان هناك مواضيع يريدون بحثها معنا ويعرفون رأينا فيها ونحن كذلك، مثل النظرة الى مجلس النواب وموضوع الحكومة والفراغ واعلان بعبدا، وبالتأكيد سنبحث في القضايا التي نتطرق اليها كل يوم وخصوصاً حياد لبنان وتدخل "حزب الله" في سوريا. لدينا رأينا في المواضيع وسنطرحه، والكلام سيكون بعد الخميس". علماً ان الجرّاح يأمل في الخروج بقواسم وطنية مشتركة بين كل الأطراف في البلاد.

لا شك في ان للقاء منطلقات عدة، أولها وطني لان لبنان يمرّ بمرحلة دقيقة، خصوصاً في ضوء ما يحصل في سوريا والمنطقة. فكان القرار بالتلاقي والحوار لتحييد لبنان عن انعكاسات ما يجري في المنطقة، مما يتطلب حداً أدنى من الحوار بين كل المكونات اللبنانية، بهدف إضفاء أجواء ايجابية ولا قطيعة على خلفية الاصطفافات السياسية الحادة. لكن تبقى كيفية استثمار هذه الاجواء الايجابية.

وصحيح ان ثمة ثوابت في الامور والقرارات الاستراتيجية، وان التيار يختلف مع المستقبل حول مواضيع عدة مثل موضوع سلاح "حزب الله"، لكن الوضع الداخلي مختلف. ولا شك ان ثمة امراً "انكسر" بين "التيار الوطني" وحلفائه، وخصوصاً منذ موضوع التعيينات والتمديد لمجلس النواب ولقائد الجيش، مما جعله يعتمد فلسفة جديدة في تعاطي السياسة الداخلية، ولن يكون بعد اليوم أسير اصطفافات داخلية معينة كما أعلن مراراً. ثم ان لبنان مقبل على استحقاقات مهمة ابرزها الانتخابات الرئاسية والجميع معني بها.

الأكيد ان الحوار لا يحرج حلفاء التيار، وهذا عبرت عنه الخلوة باعتماد شعار "حليفنا هو كل من يعاوننا على بناء الدولة"، مما يسهّل الحركة والتواصل مع بقية الكتل النيابية. كما ان اللقاء لا يحرج حلفاء "المستقبل" الذين هم في أجوائه "ولا يؤثر في العلاقات في ما بيننا".

وسيشارك عن "التيار الوطني الحر" النواب: ابرهيم كنعان، آلان عون، سيمون أبي رميا وزياد أسود. أما عن "المستقبل" فإن الجراح لم يحدد اسماء النواب الذين سيشاركون معه: اكتفى بالقول: "من يسمح له وقته سيشارك".