شدد وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال ​سليم جريصاتي​ على أن "القضاء على أسوأ أشكال عمل الأطفال لا يمكن تحقيقه بالتشريعات وحده وفي المقابل لا يمكن القضاء عليه دون التشريعات"، لافتا إلى أن "كل طفل أو حدث يعمل هو وصمة عار على من يتولى مسؤولية توفير ظرف العمل اللائق"، سائلا: "كيف يكون العمل لائقا عندما يكون العامل طفلا أو حدثا مستغلا؟".

وفي كلمة له خلال إطلاق وزارة العمل بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، في القصر الجمهوري - بعبدا، "خطة العمل الوطنية للقضاء على أسوأ أشكال عمل الاطفال في لبنان بحلول العام 2016"، شدد على أن "الإهتمام بقضايا العمل والعمال والتشريعات التابعة لها لا يقتصر فقط على البالغين والراشدين بل هو اشمل واوسع وأعمق في ضوء ما تحمله هذه القضايا من عناوين وتفاصيل ومقاربات"، قائلا: "لا تكتمل العدالة الإجتماعية بتأمين شروط العمل اللائق للعاملين والعاملات ولا تعزز وتطبق المبادىء والحقوق الاساسية في العمل إلا بتحقيق هدف سامٍ آخر وهو القضاء على عمل الأطفال بأشكاله كافة"، سائلا: " كيف يمكن أن تتحقق العدالة الإجتماعية في ظل مجتمع ما زال يعيش أطفاله أبغض وأقسى الظروف؟".

وأشار إلى أن "أطفالنا هم محط الإهتمام في عملنا اليومي لأن الطفل هو رجل المستقبل ومسيرة حياته تبدأ بإحترام سنه وخصوصيته"، مشيرا إلى "أننا لجأنا، بتشجيع لافت من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان واستجابة سريعة من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والوزراء لإصدار مرسوم يحظر استخدام الأطفال والأحداث قبل بلوغهم سن 18 لا سيما قيامهم بالأعمال التي تشكل خطرا على سلامتهم".

وأضاف: "خطة العمل الوطنية هذه أعدتها اللجنة الوطنية لمكافحة عمل الأطفال ونتطلع لتحقيق أهداف واقعية وقابلة للتحقيق إذا ما تضافرت الجهود في عهد رئاسي وفي ظل حكومة أعطي فيها البشر على الحجر أرجحية الإهتمام".

بدورها، لفتت ممثلة منظمة العمل الدولية ندى الناشف الى ان المنظمة تهتم بقضية عمل الاطفال، مشيرة الى انه "بفضل توافر الارادة السياسية اللازمة والدعم من الجهات المانحة باستطاعة لبنان ان يكون من البلدان القليلة التي ستحقق في 2016 القضاء على عمل الاطفال". ودعت "للعمل السريع لوقف عمل الاطفال الذي يهدد حياة الاطفال"، مشيرة الى ان "تنفيذ هذه الخطة يتطلب اضطلاعنا جميعا بأدوارنا والعمل معاً حكومة وعمال واصحاب عمل وشركاء دوليين". وتعهدت باسم منظمة العمل الدولية "باستمرار دعم قضية الحد من عمل الاطفال مع المزيد من التضامن والترابط بين شركائنا في الامم المتحدة".

اما السفير الالماني كريستان كليغوس فشدد على ضرورة وقف عمل الاطفال، مشيرا الى ان المدارس هي المكان الافضل لوجود الاطفال. واكد ان "مواجهة ازمة عمل الاطفال حاجة اقتصادية واجتماعية".