ساعات قليلة ونودّع عام 2013 لنستقبل ما يليه مع تمنياتنا بأن يكون القادم أفضل، إلا أنّ هذه الفترة السعيدة من السنة قد تتحوّل بالنسبة للبعض وبلحظة واحدة الى مصيبة كبيرة، فكما ينصب التفكير على التخطيط للسهر يجب أن ينصب على التفكير بالعودة الى المنازل بشكل آمن ايضا. هذا دون ان ننسى صعوبة المرحلة التي يمر بها لبنان والتهديدات التي تواجه امنه واستقراره.

ولمواكبة فترة الاعياد كان لا بد من إجراءاتٍ استثنائية توازي استثنائية الظروف، وفي هذا الاطار، أكد رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي المقدم ​جوزيف مسلم​ أنّ قطاعات قوى الامن جاهزة بشكل كامل في سبيل تأمين حالة آمنة للبنانيين لقضاء الاعياد.

ولفت مسلم، في حديث لـ"النشرة"، إلى أنّ مفارز السير في بيروت وجبل لبنان تم تعزيزها بـ 250 ضابط وعنصر للمساهمة بتسيير امور السير وضبط المخالفات ومحاولة منع القيادة تحت تأثير الكحول. وأشار إلى أن قوى الامن الداخلي تعمل بتنسيق كامل مع باقي الاجهزة الامنية عبر غرف مشتركة، كما بدأت منذ 23 كانون الاول إجراءات استثنائية وتسيير دوريات آلية وراجلة وستقوم باجراءات امنية مكثفة في محيط الكنائس وستسيّر دوريات باللباس المدني من أجل الاستعلام ومتابعة الاوضاع الامنية.

هذا بما يخص واجبات القوى الامنية ولكن بالمقابل فان المواطن اللبناني ليس معفيا من المسؤولية وعليه ايضا ان يساهم في امرار فترة الاعياد بشكل آمن له ولغيره. ومن هذا المنطلق شددت نائبة رئيس جمعية "​كن هادي​" لينا جبران على ضرورة تحلي الشباب بالوعي الكامل وعدم القيادة تحت تأثير الكحول، طالبة منهم التفكير بأهلهم اولا وبكل من سيتركونهم خلفهم بحال وفاتهم ثانيا. ولفتت جبران في حديث لـ"النشرة" الى ان جمعية "كن هادي" ستعمل على تفعيل خدمة "التاكسي" التي تتبعها، وهي في هذا السياق تعاقدت مع 30 ناد ليلي من الاشهر في بيروت، جونية،جبيل والبترون بحيث سيكون هناك شخص مسؤول في كل ناد ليلي مخول الاتصال بمكتب التاكسي واحضار سيارة لاجل توصيل من غرق في الثمالة الى منزله.

اما بالنسبة لأمين سر جمعية "​اليازا​" كامل ابراهيم فان تطبيق القانون بشكل فعال هو الحل الامثل لحماية المواطنين في ايام الاعياد وفي باقي يام السنة. وقال في حديث لـ"النشرة": "للاسف فان الجيل الحالي ليس لديه ثقافة مرورية وهذا ما ادى للفوضى التي نعاني منها"، معتبرا ان حملات التوعية لا تكفي وحدها بل يجب ان تقترن بتشدد من قبل اجهزة الدولة الرسمية بتطبيق القانون لان عددا كبيرا من الشباب لا يبالي بالتوعية بل يخاف من ان ينال مخالفة مادية. ولفت ابراهيم الى ان حملات التوعية التي تجري ما قبل عيد رأس السنة والاستنفار الامني الذي يواكب هذه الليلة ووعي المواطنين حول اهمية هذه الليلة والذي تكوّن بفعل الاعلام والحديث المتواصل عن اهمية الانتباه ليلة رأس السنة جعل الحوادث التي تقع فيها قليلة جدا جدا ، داعيا لان يكون هذا الوعي منسحبا على باقي ايام السنة لان الخطر هو نفسه في اي ليلة واحتمال الموت هو نفسه ايضا.

وبعد توجيهه تحية المعايدة للبنانيين وللقوى الامنية، وجه ابراهيم نصائح ثلاث للجيل الشاب الذي يريد ان يسهر ليلة رأس السنة، الاولى هي عدم الشرب والقيادة، اما في الثانية فشدد ابراهيم على دور الصبايا بمنع الشباب من القيادة تحت تأثير الكحول، وثالثا ان ينام ظهرا من ينوي السهر كي لا يتعب ويغلبه النعاس اثناء القيادة. كما توجهت لينا جبران بالتهنئة للبنانيين جميعا وقالت: "الكل يريد استقبال العام الجديد بالسهر والفرح الا ان المهم هو ان نعود الى بيوتنا بأمان وسلام". واخيرا توجه المقدم مسلم باسم قوى الامن الداخلي بالتهنئة لجميع اللبنانيين، متمنيا ان تمر عليهم فترة الاعياد بخير وسلام وان يكون العام الجديد افضل من العام الماضي. وقال: "كنا وسنبقى على جهوزية لنكون اقرب الى المواطنين من اجل المحافظة على امنهم وحريتهم"، داعيا الجميع للتقيد في القوانين وان يكونوا على القدر الكافي من الوعي لمساعدة القوى الامنية والتواصل معهم عند الاشتباه بأي امر.

اذا على المواطن اللبناني مسؤولية كبيرة في هذه الايام الاخيرة من السنة لان اليقظة والتقيد بالقوانين يساعدان بشكل كبير الاجهزة الامنية المولجة حماية الوطن. كما ان حماية المواطن اللبناني من تهوره هو مسؤوليته اولا ولذلك عليه ان يفكر بحياته وحياة الاخرين قبل ان يقود سيارته مخمورا على الطرقات العامة، وعليه ان ينتبه كي لا يجعل بداية العام الجديد نهاية حياته.