اعرب الناطق السابق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد المقدسي عن اعتقاده أن النظام السوري انتهى وان سقوطه العملي مسألة وقت، معترفا بأن ذلك قد يطول.

وفي تصريح لصحيفة "الراي" الكويتية، أبدى المقدسي "خوفه الشديد" على مستقبل سوريا، ولم يخف المقدسي استياءه من معاملة النظام له ، لكنّ الديبلوماسي السوري السابق، لم يخف اعجابه بنائب الرئيس السوري فاروق الشرع الذي يلازم منزله منذ محاولة فاشلة لعقد مؤتمر للحوار الوطني في فندق "سميراميس" في دمشق.

وأضاف: "كان الله في عون الشرع فمنذ بداية الأزمة وهو يطالب بالحوار والحل السياسي لا الأمني، ويعتبر ان الإصلاحات الحقيقية مكسب لسوريا بغض النظر عن شكل السلطة او النظام".

واكد المقدسي انه منذ بداية الازمة "كنت مؤيدا للإصلاح والحوار كحل وحيد يخرج الجميع من متاريسهم الصغيرة الى رحاب الوطن الكبير"، لكنّه عندما وجد أن لغة السلاح والدم صارت هي السائدة، قرر الخروج من سوريا والعيش في بلد عربي مع أفراد عائلته.

وأوضح المقدسي انه كان منسجما مع نفسه خلال عمله في وزارة الخارجية لكن المضايقات والإملاءات كانت موجودة. وذكّر بانه عندما كان يتحدث الى الإعلاميين كان يطلب منهم علنا وعلى الهواء الا يطرحوا "أسئلة صديقة" بمعنى ان ينقلوا بصدق ما يُطرح في الشارع او ما هو مستند الى معطيات حقيقية "لكن مسؤولين في النظام لم يعجبهم ذلك ولا يريدون تصديق ان العالم تغيّر وان الفبركات الإعلامية وقنابل الدخان السياسية لم تعد تجدي".

وتخوّف المقدسي على مستقبل سوريا قائلاً: "الله وحده يعلم كيف ستلتئم جراح البشر قبل اعادة بناء الحجر. فالمآسي هي التي ترسم خريطة الوطن اليوم جغرافياً واجتماعياً واقتصادياً وأمنياً وإنسانياً وفكرياً"، مشيرا الى ان طوابير الضحايا "تتوزع وتتمدد بين قتلى وجرحى ومصابين ومفقودين ومهجرين وثكلى وايتام من دون أمل بحل. وفوق ذلك كله انقسامات مخيفة وقيم مختلفة تجعل المجتمع السوري المدني يتشظى بسرعة مرعبة".