ترأس ​المطران مارون ناصر الجميل​ قداسين بمناسبة عيد مار مارون في كنيسة سيدة لبنان في مرسيليا.

وأشار في عظتيه إلى الوضعية الخاصة التي تتمتع بها هذه الكنائس منذ عقود عديدة، "لك أن ثمة تواجداً مسيحياً مشرقياً قديماً ومترسخاً في مرسيليا، إذ كان هؤلاء يركبون البحر ويحطون رحالهم في هذه المدينة منذ أيام نابليون". وقال: "لعل أبرز من استقر فيها، في القرن التاسع عشر، آل الدحداح: الشيخ مرعي والكونت رشيد وسواهما من المهاجرين الأوائل".

ولفت إلى التحديات التي تواجه المسحيين المشريقيين، مشددا على "ضرورة تمسكهم بجذورهم وأصالتهم والنظر إلى آفاقهم المستقبلية ودور الأجيال الصاعدة. فبنى على المشترك بروح منفتحة أملاً في لم شمل المؤمنين بالتعاون الوثيق مع كل الكنائس لإيصال صوت الجميع في هذا المنعطف التاريخي".

وتوجه بشكل خاص إلى الشبيبة التي شاركت بكثافة بالقداس، قائلاً: "جئتم إلى الكنيسة لكي تستلهموا نعم الروح القدس وتستعيدوا القيم التي تربى عليها أجدادكم وآباؤكم، وكما أنكم تنفتحون على العصرنة والحداثة في فرنسا وفي أوروبا، عليكم أيضاً العودة الى ينابيع قيمنا المشتركة التي تتمحور حول التقوى وحرارة الايمان ودفء العلاقة بين الناس وحبنا للعائلة"، ورأى ان "المطلوب التعرف عن كثب على ديانتنا المسيحية والتخلص من عقدة الدونية لأن عليكم توظيف مواهبكم في خدمة الاندماج في المجتمعات التي تعيشون فيها من جهة، والقيام بمهمة إصلاحية حيال من بقي في الوطن الأم لاسيما في تعميق المعرفة الدينية وحمل أفكار الاصلاح وحقوق الانسان وبناء المواطنة من جهة أخرى".

وشدد المطران الجميل على أن "دور المسيحيين المشرقيين في الانتشار مشابه اليوم لما قام به السريان في السابق من نقل للعلوم والفلسفة والأدب بين العرب واليونان لجهة الاصلاحات والتلاقح الفكري والثقافي".