ثمة تساؤلات كثيرة في ​طرابلس​ حول تواري قادة المجموعات السلفية عن الساحة الطرابلسية، فالتسوية التي شملت قادة المجموعات المسلحة تبدو حسب اوساط مراقبة انها لم تشمل المجموعات السلفية وان تواريها عن الانظار ليس خوفا من توقيفها او ملاحقة عناصرها انما تطبيقا لاتفاقية جرت بين القيادات السلفية وبين القوى السياسية الداعمة لها، حيث تم الطلب اليهم التواري عن الانظار خلال فترة الحكومة السلامية لاظهار مدى قدرة الأخيرة على استتباب الوضع الامني في طرابلس وبالتالي اظهار مدى ضعف الحكومة الميقاتية وعدم سيطرتها على زمام الامور.

وما يثير علامات استفهام لدى الاوساط الطرابلسية هوعدم تعرض مقرّات السلفيين المنتشرة في شوارع عدة من طرابلس للمداهمات حتى الآن، خصوصا وانها تعمل تحت عناوين مختلفة، لابعاد الشبهات عنها، لكن تواجدها بدأ يشعر به معظم الطرابلسيون وهذا ما يثير مخاوفهم لاعتبارات عدة ابرزها ان المجموعات السلفية صاحبة مشروع لا يمكن أن تتخلى عنه بسهولة بعد سنوات من التعبئة والتدريس والشحن في قاعات المساجد التي حوّلها البعض الى قاعات استقطاب للشباب الناشئ الذي تعرض لعمليات غسل دماغ ممنهجة.

"عند العاصفة احم رأسك".. هذا ما يردده بعض قادة هؤلاء المجموعات السلفية الذين غابوا عن السمع وعن الانظار مما استدعى اعادة صياغة لتنظيماتهم وخلاياهم المنتشرة التي طلبوا اليها الانكفاء وعدم الظهور والامتناع عن اي نشاط علني.

وقد اشارت مصادر مواكبة في طرابلس إلى ان القوى السلفية أجرت مؤخرا تعيينات في صفوفها وتكليف ناشط سلفي بإدارة المجموعات وان هذا الناشط معروف جيدا في الاوساط السلفية خاصة السرية منها بينما هو مغمور لم يظهر اسمه في الاعلام لغاية الآن، وهو كان احد اعضاء مجموعة الـ13 الشهيرة والتي اتهمت بقضية رئيس الحكومة الراحل الشهيد رفيق الحريري في العام 2005.

وتؤكد المصادر ان القيادات والمجموعات السلفية بالرغم من مذكرات التوقيف الصادرة بحقهم يدركون بالفعل وحسب الاتفاق انهم غير ملاحقين وليس المطلوب توقيفهم في هذه المرحلة وان غض النظر عنهم تضمن شرط عدم اطلاق التصريحات والمواقف التي تحرج القيادات السياسية التي تولت عملية اخراج التسوية السياسية الشاملة لمدينة طرابلس تسهيلا للخطة الامنية.

ونقلت مصادر مطلعة انه رغم ذلك فان قيادات سلفية تعرب عن خشيتها ان تتحول الى كبش محرقة في المرحلة المقبلة بعد انجاز كل التوقيفات للمطلوبين وأن يأتي اليوم الذي يجدون فيه انفسهم في السجون تحت عنوان مكافحة الارهاب ولاجل ذلك التزموا الانكفاء والصمت والنأي بالنفس عن الاحداث التي تواكب تنفيذ الخطة الامنية من مواجهات مع الجيش خلال المداهمات المتواصلة بحثا عن المطلوبين.

هذه المصادر لم تستبعد ان تتم ملاحقة المرتكبين من هذه القيادات والمتورطين في قضايا امنية تهدد السلم الاهلي خاصة وان مشروع الامارة الاسلامية يدخل ضمن منهجية الفكر السلفي وان هذا المشروع اصطدم بجملة عقبات دفعت بالقيادات الى التراجع وتأجيل المشروع الى حين نضوج الظروف في المنطقة.