على وقع إعادة إطلاق شارع سوريا الفاصل بين جبل محسن وباب التبانه بهبة من رئيس تيار "المستقبل" النائب سعد الحريري، تتجه أنظار أهالي التبانة إلى سجن رومية حيث يقضي ​قادة المحاور​ والمقاتلون أيامهم، إلى حين أن تدق ساعة التسوية التي تفرج عنهم الواحد تلو الآخر كما حصل مع قائد محور البداوي عامر أريش الذي كان أول من سلم نفسه الى مخابرات الجيش في ثكنة القبة بعد تطبيق الخطة الأمنية، ليكون أول المفرج عنهم بكفالة مالية على أن تتابع محاكمته أمام القضاء المختص.

ليس من الصعب أبداً على من يزور عاصمة الشمال أن يسمع بأخبار الموقوفين في رومية لا سيما من عرفوا بقادة المحاور. وفي جديد هذه الأخبار تسريبة سارة وأخرى غير مفرحة بالنسبة الى الأهالي. الأولى وردتهم منذ أيام عبر القنوات القضائية والأمنية، وفيها أنّ إطلاق سراح ​سعد المصري​، قائد المجموعة المسلحة الأكبر في التبانة، أصبح قريباً، ولن يطول أكثر من شهر واحد في حدّه الأقصى وعشرة أيام في الحد الأدنى. أما التسريبة الثانية، فنزلت نزول الصاعقة على شباب الحارة البرانية: قضية "القائد ​زياد علوكي​" قد تطول، لأن ملفه مختلف تماماً عن ملف المصري. ملف المصري القضائي يقتصر على القتال ضد أهالي الجبل، أما الملف الخاص بعلوكي، ففيه إشكالات مع الجيش ورمي قنابل على مراكزه الأمر الذي يجعل تسويته صعبة لا بل تحتاج الى مزيد من الوقت.

"نعم كل ما يهم أهالي المنطقة هو إطلاق سراح هؤلاء أكثر بكثير من إعادة إعمار الحجر في شارع سوريا"، يقولها أحد المشايخ معتبراً أنّ "من واجب تيار المستقبل السعي الى إنجاز تسوية كهذه تفرج عن قادة المحاور، بعدما تخلى عنهم، وهم في الأساس لم يقاتلوا إلا بدعم ورعاية منه، وإذا أراد فعلاً أن يكفّر عن ذنوبه حيالهم، كل ذلك بعد إطلاق سراحهم، فعليه أن يؤسس شركة ضخمة لتوظيف مئات الشباب، أكانوا من قادة المحاور والمقاتلين أم من المدنيين، لأن أساس المشكلة في طرابلس إقتصادية، ولو لم تدفع البطالة بشباب التبانة إلى القتال مقابل السلاح والمال، أضف الى عامل الدفاع عن المنطقة، لما كان تفرغ هؤلاء لجولات القتال".

وبما أن الإنتخابات النيابية المقبلة مجهولة التاريخ والمصير، فالفرصة لا تزال متاحة أمام التيار الأزرق لإمتصاص نقمة هؤلاء الذين يرددون في مجالسهم أنهم ينتظرون الإستحقاق الإنتخابي بفارغ الصبر لتلقين "المستقبل" درساً لن ينساه في حياته السياسية. وفيما آذان قيادة التيار الأزرق لا تزال غير صاغية لهذه المطالب، يعوّل أهالي التبانة على شخص وزير العدل اللواء أشرف ريفي، فليس هناك من يسمع ويفعل لهم أكثر منه، لذلك النقمة على التيار الأزرق لا تشمل شخصه، فهو من الخطوط الحمر وإسمه سيكون على رأس اللائحة التي ستقترع لها التبانة.