تتفاعل قضية قادة محاور طرابلس والعناصر الأخرى الموقوفين في سجن رومية والتي بدأت تأخذ منحى تحركات احتجاجية في الشارع الطرابلسي كان آخرها اعتصام أهالي الموقوفين الذي حصل في ساحة عبد الحميد كرامي (ساحة النور) وتوجه المسيرة نحو سراي طرابلس الحكومي، حيث رُفِعت اللافتات التي تطالب وزير الداخلية نهاد المشنوق بالافراج عنهم.

اللافت في هذا الاعتصام أنّ الأهالي لم يوفروا "تيار المستقبل" من تحميله مسؤولية الاستمرار بتوقيف ​قادة المحاور​ وعناصرهم، مشيرين إلى انه جرت مقايضة هؤلاء بمناصب حكومية وفقا لتسوية خارجية-محلية أدّت إلى رفع الغطاء عن قادة المحاور والمجموعات وتسليمهم للقضاء اللبناني، فيما جرى تكريس حصانة سياسية للمتهمين الاساسيين وتمّ إبعادهم عن أي ملف قضائي أو أمني يطالهم.

واللافت أيضًا أنّ أهالي الموقوفين شملوا ​هيئة العلماء المسلمين​ بغضبهم، إذ أكدوا أنه ما كان ليسلّم أحد من قادة المحاور والعناصر نفسه من دون ضمانات هيئة العلماء المسلمين وما تلقوه من ضمانات سياسية من تيار المستقبل ومن بعض القيادات والنواب في طرابلس.

وقد سارع أكثر من مصدر في تيار "المستقبل" وفي هيئة العلماء المسلمين إلى نفي هذا الاتهام بل إلى الاعلان أنّ التيار والهيئة طلبًا من قادة المحاور والعناصر عدم تسليم أنفسهم، الأمر الذي أثار تساؤلات في الأوساط الطرابلسية عن هذا النفي الذي جاء متناقضًا مع ما حصل منذ بدء تطبيق الخطة الأمنية وتوفير الغطاء السياسي الكامل لها.

كلّ ذلك أدّى إلى سحب السجاد من تحت أقدام "المستقبل" وهيئة العلماء المسلمين التي وصفتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي القريبة من التيار السلفي بأنها هيئة المتاجرة بالمسلمين بالرغم من كون معظم أعضاء الهيئة من رواد النهج السلفي.

ويقول مصدر طرابلسي أنه ما من شك أنّ تيار "المستقبل" في طرابلس مع هيئة العلماء المسلمين هم في ازمة مع شرائح شعبية واسعة وانهم يعانون ارباكا واشكالية في كيفية التعاطي مع تهديدات الموقوفين في سجن رومية خاصة بعد الرسالة الصوتية لقائد محور الريفا ابو تيمور الدندشي من سجنه والتي هدد فيها بكشف اسرار جولات طرابلس في حال التلكوء بالافراج عنهم ووجه اصابع الاتهام الى ضابط متقاعد (ع. ح) طالبًا توقيفه وسوقه الى سجن رومية، متهمًا إياه بتوريط طرابلس وقادة المحاور والمجموعات المسلحة بالاحداث الامنية التي جرت في المدينة.

اهالي الموقوفين في سجن رومية اتخذوا قرارا بتصعيد تحركاتهم بموازاة الاضراب عن الطعام الذي بدأه سجناء طرابلس في رومية وذلك بنصب خيم امام مسجدي التقوى والسلام في طرابلس لاحراج الشيخين سالم الرافعي وبلال بارودي لكن مسارعة الأول الى تلقف قرار الاهالي والتضامن معهم في نصب الخيم والاعتصام الى حين الافراج عن السجناء اعتبرها البعض خطوة قد تمتص شيئا من نقمة الاهالي على هيئة العلماء المسلمين وتزيل الغيوم التي تلبدت في سماء العلاقات بين قادة المحاور والهيئة، غير ان العلاقة مع تيار المستقبل لا تزال متوترة نظرا لامتناع قادة المحاور عن الخضوع لاي مشروع مساومة على موقفهم معتبرين ان المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين..