بعد توقيف الشيخ حسام الصباغ، خفت صوت أهالي ​قادة المحاور​ وموقوفي طرابلس الذين كانوا يهددون بيوم غضب في عاصمة الشمال إذا لم تصدق الوعود الأمنية لهم بإطلاق سراح دفعة من الموقوفين، على رأسهم سعد المصري أحد أبرز قادة المحاور في باب التبانه.

وقبل أحداث عرسال الأخيرة بأيام كان هؤلاء في صدد التحضير للعودة الى الشارع من جديد وتحديداً الى مستديرة أبو علي التي شهدت انطلاق تحركاتهم. غير أن الرياح الأمنية جرت بما لا تشتهيه سفنهم لأن معركة عرسال بين الجيش اللبناني وارهابيي جبهة النصرة وتنظيم "داعش" شكلت الضربة شبه القاضية على انطلاقة تحركاتهم في المدى المنظور. وفي هذا السياق يؤكد المتابعون لهذه القضية أن توقيف الصباغ ومعركة عرسال كانا كافيين لإقناع الأهالي بأن الدولة ليست في وارد إطلاق سراح موقوف واحد في هذا الظرف الأمني الراهن فكيف اذا كان الموقوف من بين الذين يحركون الشارع الطرابلسي كالصباغ والمصري وزياد علوكي؟ ويسأل المتابعون "ما نفع التحركات المطالبة بالإفراج عن موقوفين تزامناً مع ما يقوم به الجيش وفرع المعلومات من مداهمات يومية في طرابلس وعرسال والمنية وأنفه إضافة الى مشاريع القاع، تارة داخل مخيمات للاجئين السوريين وطورًا لمطلوبين لبنانيين ينتمون فكرياً الى الخط السياسي عينه".

إذاً الزمن ليس زمن التحركات خصوصاً أن المصادر الأمنية وعند سؤالها عن هذا الملف تجزم بأن الإجراءات المتخذة في عاصمة الشمال تفوق لناحية تشددها وصرامتها تلك التي يتم تنفيذها في عرسال لأن طرابلس وبحسب هذه المصادر تبقى المدينة الأخطر في لبنان

لناحية التفلت الأمني من قبل المجموعات المتطرفة وأي خضة امنية من هذا العيار فيها قد تجر القوى العسكرية والأمنية الى مزيد من الخضّات في المنيه وعكار وعندها يدخل الشمال في آتون مجهول المصير وتدخل معه أجهزة الدولة بمعركة على مساحة جغرافية واسعة جداً وتصعب عليها السيطرة على الوضع فيها بسرعة.

الأمل الوحيد بالنسبة لأهالي قادة المحاور والموقوفين بتحقيق خرق في جدار هذه الأزمة كان من خلال عودة رئيس تيار المستقبل النائب ​سعد الحريري​ الى لبنان. فور عودته لمعت هذه الفكرة في عقول من يتابعون هذا الملف خصوصاً بعد الأجواء التي وصلتهم عن نية الحريري بإعادة القواعد الشعبية السنية الى كنفه. وكان الأهالي على استعداد بإعادة تقديم الطاعة للشيخ سعد على رغم الاتهامات التي كالوها بحقه في المرحلة السابقة كل ذلك بهدف اطلاق سراح اولادهم، غير ان الحريري باغتهم بالعودة الى المملكة العربية السعودية من جديد قبل ان يصل الناطقون بإسمهم الى بيت الوسط.

اذاً ملف موقوفي طرابلس في الثلاجة، وآمال الأهالي باتت معلقة على "الشيخ" سعد حصراً بعد تأكدهم من المماطلة بالوعود الأمنية التي اعطيت لهم سابقاً، فهل يستعمل الحريري هذا الملف مفتاحاً يدخل فيه عاصمة الشمال؟