الملحق عبارة عن معطيات نضعها ويجب بشكل او بآخر تفهمها إن كانت الموافقة عليها صعبة، وذلك لفهم هذا التحليل الذي مهما قلنا، سيبقى عبارة عن رأي، أي ما توافقتم تاريخياً على تسميته: ذاتية. حتى هنا، لا أظن أني أخالف أي حقيقة متعارف عليها. اما الآتي، فقد لا يعجب الجميع، كمثل المعطى الأول: لا وجود للموضوعية. لا يوجد سوى الذاتية، وعكسها ليس بالموضوعية، بل الوقائع الثابتة، أي التي حصلت وأصبحت فور حصولها من الماضي.

المعطى الثاني: لا يمكن ان اكون ملتزماً بفكرٍ ما، وموضوعياً. هل جون ماكين موضوعي؟ كيف؟ هل جون بولتون موضوعي؟ هل إنسان على شاكلة ديك تشيني ــ أزاح الله ظله ــ يُعقل ان يكون موضوعياً مع كل ما اقترفه في العراق العزيز؟ في العراق only، من دون أن نخوض في باقي الخريطة؟ وبالمقابل، هل يمكن ان يكون لافروف موضوعياً؟ كلا.

هل يمكن لفلاديمير بوتين ــ وأميركا التي هي قارة مستقلة إسمها أميركا قررت ان تصبح موجودة على الحدود الاوكرانية ــ الروسية أي في قارة أخرى اسمها أوروبا!!!؟ ــ هل يمكنه ان يكون ولأجل الأخلاق العامة التي ما حطّت يوماً على الأرض، موضوعياً؟ نرجوه ألا يفعل!!

المعطى الثالث: العالم مقسوم وفي عالم مقسوم، لا يمكن أي بلد كان أن يكون على الحياد. وتاريخ مجموعة دول عدم الانحياز يساوي الضرب برقم واحد، أي: يأخذ أحد طرفي النزاع العالمي قراراً فنضربه حسابياً بدول عدم الانحياز، فيساوي: قرار X = القرار نفسه. أي أن هذه الدول توازي الموافقة على كل ما يقرره أحد المتنازعَين. فكيف هي إذاً عديمة الانحياز؟ -----> خطأ.

المعطى الرابع: وهو مرتبط لزاماً بما حصل في فرنسا ــ اوروبا خلال الثماني والأربعين ساعة الاخيرة. في فرنسا أكثر من خمسة ملايين مسلم، وتعداد الفرنسيين الإجمالي الرسمي: مليون إذا كان المسلمون مواطنين، وما زالوا رغم ما حصل. أما إذا أصبحوا عرباً مسلمين قصدوا يوماً الأراضي الفرنسية، فيصبح تعداد الموجودين على الأراضي الفرنسية: مليون فرنسي + ملايين عربي مسلم وافد.

المعطى الخامس: من المؤكد ان الآتي على أوروبا أعظم، وأعظم الأعظمين عندما نجيب على السؤال الاول في المقال الأول ضمن هذه السلسلة، والذي كان: «ما هو برأيكم السبب وراء الموجة العارمة التي انتشرت في اوروبا من اعتناق للاسلام أو التوجه إلى البوذية ابتداءً من نهاية السبعينيات؟». وأضيف اليوم أنها ترافقت مع ما سُمّي وقتها: احتفالات وودستوك في الولايات المتحدة الأميركية ... الله اكبر!

( يتبع الإثنين المقبل)