أشار عضو تكتل "التغيير والإصلاح" النائب يوسف خليل، أن ما يميز العدوان الإسرائيلي في القنيطرة عن سوابقه في لبنان وسوريا، انه قد يغير قواعد الاشتباك في الجولان، ويأخذ المنطقة الى حسابات إستراتيجية جديدة، معتبرا بمعنى آخر أن "لعملية القنيطرة بعدين رئيسيين، الأول إقليمي وينطوي على استحداث مشهد عسكري جديد في الجولان، والثاني دولي يراد منه استدراج إيران الى مواجهة مع إسرائيل لإفشال المفاوضات بينها وبين مجموعة الخمس زائدا واحدا حول الملف النووي".
ولفت خليل في حديث لصحيفة "الأنباء" الكويتية، الى أن "حزب الله"، واستنادا الى أقوال أمينه العام السيد حسن نصرالله، يملك ما يكفي من القوة العسكرية لردع الإسرائيلي ومنعه من تنفيذ أهدافه، وهو بالتالي قادر على الرد بحزم على عملية القنيطرة، معتبرا أن إسرائيل أدركت بعد تنفيذها للعملية، انها لعبت بالنار وأساءت التقدير لما سينتج عنها من ردود فعل حارقة، فسارعت الى تبرير فعلتها عبر ادعائها أنها لم تكن على علم بوجود ضابط إيراني رفيع المستوى ضمن مجموعة "حزب الله" التي تم استهدافها".
ورأى خليل أن "التوضيح الإسرائيلي أعلاه، وإن كان ينطوي على اعتذار مبطن لإيران، إلا أنه لا يبرر الاعتداء على أراض عربية، واستهداف قيادات وعناصر من المقاومة سواء كانت إسرائيل على علم بوجود الضابط الإيراني أم لم تكن، واصفا بالتالي التوضيح الإسرائيلي بـ "عذر أقبح من ذنب"، إذ في كلتا الحالتين جريمة واعتداء من شأنهما استدراج المنطقة الى ما لا تحمد عقباه، مستدركا بالقول إن لبنان غير معني بعملية القنيطرة سوى من ناحية التضامن مع "حزب الله" كمقاومة، ومع إيران كدولة صديقة، ومع سوريا كدولة عربية حصل فيها الاعتداء، معتبرا ان الخشية من انزلاق لبنان الى حرب جديدة مع إسرائيل على غرار عدوان تموز 2006، مبالغ فيه، وذلك انطلاقا منن حرص "حزب الله" على تحييد الساحة اللبنانية عن تداعيات حقه بالرد على عملية القنيطرة، ومن حرص المجتمع الدولي على عدم المس باستقرار لبنان وسحبه الى جهنم الصراع الإقليمي الراهن".
على صعيد مختلف، وعن أسباب تأخر انطلاق الحوار المباشر بين رئيس تكتل "التغيير والاصلاح" العماد ميشال عون ورئيس حزب "القوات" اللبنانية سمير جعجع، لفت خليل الى أن "المواضيع التي يتم التباحث بها بين مندوب التيار "الوطني الحر" النائب إبراهيم كنعان، ومندوب "القوات" اللبنانية ملحم الرياشي، تستوجب إعطاءها ما تتطلبه من وقت، من أجل التوصل الى وجهات نظر متقاربة بين الفريقين تضمن نجاح الحوار واستمراره بين الزعيمين المسيحيين، مؤكدا أن ما يستغرقه البحث من وقت بين كنعان والرياشي، مازال ضمن المعقول، نظرا لتعدد الملفات وحساسية مضمونها واتصالها بكل الشؤون الوطنية".