شدد نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي على "أهمية تجاوز مرحلة تسجيل المواقف وإصدار البيانات المنددة بالعمليات الإرهابية التي تشهدها المنطقة العربية من قبل الجماعات المسلحة والمتطرفة إلى الدخول في مرحلة تبني الخطوات والإجراءات العملية من قبل الدول العربية كافة، خاصة بعد أن أصبحت الجماعات الإرهابية تشكل مخاطر شديدة ليس على الدولة الوطنية وإنما على مجمل الأمن القومي العربي"، معربا عن ثقته بأن "جميع هذه الدول باتت حالياً لاسيما بعد الهجمات التي تعرضت لها شمال سيناء وإعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة مدركة للتداعيات البالغة السلبية لآفة الإرهاب".

ولفت نائب الأمين العام للجامعة العربية في حديث صحافي إلى أن "الجامعة تضع ملف الإرهاب في مقدمة أولوياتها في المرحلة الراهنة، وهو ما تجلى في عقد سلسلة من الاجتماعات لمجلسها، سواء على المستوى الوزاري أو على مستوى المندوبين، وكان آخرها الخميس الماضي، الذي حدد بوضوح رؤية الجامعة في التعامل مع الإرهاب من خلال منظور شامل وعبر استراتيجية واضحة المعالم بمشاركة جميع الدوائر المعنية سياسياً وأمنياً وفكرياً واجتماعياً وثقافيا"ً، كاشفا عن أن "الأمانة العامة للجامعة ستبحث هذا الملف من جميع جوانبه في اجتماع ستعقده يومي الثالث والرابع والعشرين من فبراير الجاري، بالتنسيق مع المجلس المصري للشؤون الخارجية بمشاركة خبراء ومتخصصين من الجانبين لتحديد خطوات المواجهة الفعالة".

وأوضح أن "اجتماع مجلس الجامعة العربية العادي على مستوى وزراء الخارجية، الذي سيعقد في مطلع الأسبوع الأول من شهر آذار المقبل، سيكرس الجانب الأكبر منه لمناقشة جميع التداعيات والتطورات المتعلقة بانتشار الجماعات الإرهابية والمتطرفة في المنطقة وكيفية التعاطي معها في ضوء الاتفاقيات المبرمة بين الدول العربية".

وأفاد بن حلي بأن "الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي سيقوم بتوجيه رسائل لكل من الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب والأمين العام لمجلس وزراء العدل العرب، لحثهما على عقد الاجتماع المشترك بين وزراء المجموعتين بناء على طلب مصر في أسرع وقت، وذلك لإعداد الاستراتيجيات والمرئيات المطلوبة للتعامل بحسم مع الإرهاب ومكافحة الجماعات المتطرفة".