اشار رئيس جمعية المصارف فرانسوا باسيل لـ"الأخبار" الى أن تسمية مرشح الجمعية في لجنة الرقابة على المصارف "لم تكن مقرّرة على جدول أعمال مجلس الإدارة، بل درسنا هذا الموضوع على هامش الجلسة، على الرغم من أنه لم يصلنا أي كتاب رسمي من وزير المال لتسمية مرشحنا أو مرشحينا". واوضح انه "في الواقع، لدينا حالياً ممثل في اللجنة هو أمين عواد، وليس لدينا مرشحون غيره، علماً بأننا لم نسأل ممثلنا عن رأيه بعد".

واشار باسيل إلى أن الجمعية "هدفها الحفاظ على مصلحة المهنة وعلى المصلحة الوطنية، وهي توافق على الشخص المناسب، ولا تريد أن تدخل في إشكال مع أحد، وليس لدينا أي مشكلة في التجديد، لكننا علمنا بأن رئيس اللجنة أسامة مكداشي لا يريد الاستمرار ويرغب في الابتعاد عن هذا الموقع".

ما حصل في اجتماع مجلس إدارة الجمعية كان مفاجئاً، برأي مصرفي متابع. فقد كان هناك اتفاق ضمني على عدم تسمية مرشح الجمعية إلا بعد تسمية العماد ميشال عون لمرشحه، وذلك تداركاً لأي صدام مع عون "ليس مستحباً في ظل الظروف الراهنة". واستغرب هذا المصدر سبب الاستعجال، لا سيما أن وزير المال لم يطلب (حتى الآن) رسمياً من الجمعية ومن المؤسسة الوطنية لضمان الودائع تسمية مرشحيهما بانتظار إنجاز مشاوراته.

ويقول هذا المصدر "إن الطريقة التي تمت بها الامور بدت كما لو أن هناك من أوعز إلى أعضاء في مجلس الادارة بالقيام بخطوة استباقية للقوطبة على عون وإحراجه".

وفي السياق نفسه، اكّد رئيس مجلس إدارة مؤسسة ضمان الودائع خاطر أبو حبيب لـ"الأخبار" أن المؤسسة أيضاً "لم تتبلغ وفق الإجراءات الرسمية أي طلب بتسمية مرشحها"، ويقول "إن ممثلها في اللجنة الحالية هو منير اليان" (عيّن في عام 2010 من ضمن حصّة القوات اللبنانية)، مشدداً على أن قرار التسمية يتخذ في مجلس الإدارة "بالإجماع".

ما حصل في جمعية المصارف فرض تحرّكاً مكثفاً لاحتواء أي تداعيات محتملة. ووفقاً لمصادر مطلعة في وزارة المال، فقد أعدّ وزير المال كتابين سيتم توجيههما الى الجمعية والمؤسسة اليوم لتسمية مرشحيهما. وتفيد المعلومات بأن الوزير خليل قرر إدارة "الأزمة" عبر استعادة عرف قديم يقضي بأن تسمّي كل جهة من هاتين الجهتين 3 مرشحين لاختيار أحدهم. كذلك قرر الوزير خليل أن يعقد اجتماعات منفصلة مع كل مرشح قبل أن يرفع اقتراحه الى مجلس الوزراء. وتقول المصادر إن ذلك قد يتيح مخارج للجميع إذا كانوا يريدون فعلاً إنجاز تعيينات اللجنة، ولا سيما أن وزير المال أبلغ عون في اتصال جرى بينهما أنه لن يقدّم أي اقتراح لا يرضيه.