القى رئيس الطائفة الكلدانية في لبنان المطران ​ميشال قصارجي​ "الضوء على وضع اللاجئين العراقيين في لبنان الذي يرثى له في ظل الفراغ الرئاسي الذي يرزح لبنان تحت وطأته بالتزامن مع تردي الوضعين الامني والديموغرافي في بلاد الرافدين"، معرباً عن "شكره لوسائل الاعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة التي لا تنفك تواكبنا منذ ان حلت بنا مأساة التهجير. فالاعلام إن أحسن استعماله هو صوت الحق والضمير الذي يوصل المظلومين الى مراكز القرار وأولي الالباب وأصحاب النيات الحسنة وجميع الذين يسعون الى تغليب النور على الظلام وإعلاء الخير العام على المصالح الفردية الضيقة التي من شأنها أن تعزز الانانية في الكون مفضلة عبادة الذات على عبادة الله".

ورأى قصارجي خلال مؤتمر صحافي، أطلق خلاله "نداء استغاثة" جديدا مع حلول زمن الصوم الكبير، أن "آلة الموت والتهجير والتطرف الدنيي الاعمى تستمر في افراغ الشرق من مسيحييه وهي تستكمل مخططها الجهنمي في العراق الحبيب موطن ابراهيم الخليل ومهد التوحيد الذي عرف البشارة المسيحية مع انبلاج فجرها على يد توما الرسول شاهد القيامة وتلميذيه اداي وماري"، لافتاً الى أن "اوضاع العراقيين في لبنان يرثى لها، وهم بالنسبة الى الدولة سياح ولا يتمتعون بصفة اللجوء كما هو متعارف على مضمونها في دول العالم، لذلك فهم يعانون الامرين ريثما يتم ترحيلهم الى الدول الغربية المضيفة بواسطة مفوضية الامم المتحدة، إن تم لهم ذلك"، موضحاً أن "العراقيين في لبنان ممنوعون عن العمل وان استطاعوا اليه سبيلا ففي شروط صعبة للغاية ولقاء اجور متدنية.

منهم زجوا في السجون المظلمة بسبب عدم شرعية اوراقهم وغيرهم اعيد ترحيلهم الى موطنهم قسرا وسواهم يرزحون تحت نير الفاقة والمرض وشتى المشاكل الاجتماعية, وما من معيل او مجيب يدرأ عنهم سيل الاخطار المحدقة بهم"، مشيراً الى أن "اجور الشقق ادناها 700 دولار اميركي شهريا والطلبات المقدمة الى مفوضية الامم المتحدة تستغرق وقتا طويلا لينظر فيها والوضع يتأزم يوما بعد يوم مع ازدياد اعداد المهجرين وحاجتهم الى كل شيء".

وأوضح قصارجي انه "أمام هذه الحقيقة الاليمة، وبالرغم من مواردها شبه المعدومة، تقدم ابرشية بيروت الكلدانية المساعدة المتعددة الانواع الى الاخوة العراقيين الكلدان في لبنان عبر مركز سان ميشال الصحي والاجتماعي في سد البوشرية الذي يستقبل يوميا اعدادا كبيرة منهم، بالاضافة الى المساعدات الغذائية التي تقدمها الكنيسة الكلدانية شهريا الى زهاء الفي عائلة عراقية كلدانية في لبنان.

بالتنسيق مع الجمعية الخيرية الكلدانية، تحاول ابرشية بيروت الكلدانية توفير المساعدات الصحية والاستشفائية والمدرسية ناهيك بايجارات المنازل، لكن أكثر ما يعوق عملنا هو عجز الدولة عن مد يد العون الى الكنيسة والى كل مؤسسات المانحة لأنها عاجزة اصلا عن خدمة مواطنيها الخدمة اللائقة"، مضيفاً "وعلى كل حال، وبالرغم من كل ما تقوم به الكنيسة والدولة والمؤسسات الناشطة في الحقلين الاجتماعي والخدماتي، ومع تكاثر أعداد اللاجئين على نحو مطرد، فإن اللاجئ مجبر على توفير نسبة 50 في المئة من كلفة حاجاته على جميع المستويات الحياتية والاستشفائية والمدرسية".

وأمل قصارجي "بعودة السلام الى ربوع الشرق المتألم ونرجو عودة العراقيين الى موطن ابائهم، لكننا امام هذا الوضع المتأزم الذي اعطينا صورة بسيطة عنه، نطالب الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي ودول العالم والمؤسسات المانحة واصحاب النيات الحسنة والايادي البيض بالتدخل لأجل وقف آلة الموت في بلاد الرافدين ومن اجل توفير دعم مستمر ودائم للاخوة المهجرين في لبنان يضمن صون كرامتهم وحفظ حقوقهم الانسانية بعيدا من مبادرات موسمية هزيلة. نرفع الصلاة على نية جميع الذين مدوا يد العون بواسطتنا الى الاخوة العراقيين الكلدان في لبنان، ونسأل من تنحدر منه كل عطية صالحة وكل موهبة كاملة، ان ينعم علينا بالسلام وان يبقي رسالة الاعلام منارة مضيئة تعكس شعاع الحقيقة في دنيا الظلام".

واضاف قصارجي "مع بداية زمن الصوم الاربعيني الكبير المقدس، الذي هو بامتياز زمن العودة الى الله والمشاركة مع الفقير والمحتاج، نرفع النداء عاليا ونطالب جميع المحسنين بمد يد الغوث الى الفي عائلة عراقية في لبنان عبر توفير مواد غذائية او التبرع بالمال لاجل المساهمة في الايجارات والعمليات الجراحية والعلاجات الاستشفائية ولا سيما أن ابرشية بيروت الكلدانية مقبلة على تدشين مركز جديد لإستقبال العراقيين المهجرين ورعايتهم في منطقة سد البوشرية، على اسم العذراء مريم سيدة الرحمة الالهية".