احتفلت المديرية العامة للأمن العام صباح اليوم بتخريج 250 مفتشا متمرنا درجة ثانية و250 مأمورا متمرنا، ذكورا وإناثا، في معهد قوى الامن الداخلي في الوروار. وخلال الاحتفال توجه ممثل مدير عام ​الأمن العام​ اللواء عباس ابراهيم العميد علي أحمد الى المتخرجين بالقول: "أنكم تتخرجون الى مسرح صعب ومعقد، وفيه العيون مرصودة، والعابثون في الوطن ليسوا أقلية، يأتون من وراء الظهر، من خلف ثلج وستار ابيض ليرسموا بلدا باللون الاسود"، مشيرا الى أن "مدرستكم علمتكم ألف باء المواجهة السباقة، وهي اليوم تضع بين أيديكم تجربة من عمر التصدي لصد المجموعات النافرة المتأهبة دوما لنشر الرعب في ربوعنا"، مضيفا: "اعلموا يا جيل اليوم انكم تخرجتم من مؤسسة تفاوض ولا تساوم، تسرع ولا تتسرع، تتأهب قبل المتأهبين، تقارع الريح قبل هبوبها، ولا تستريح، عمركم من عمرها، ووعدكم من وعدها، فخذوا تجربتها وأضيفوها الى سنوات خدمتكم، وتحصنوا بمسيرتها ودرب شهدائها، اولئك الذين آمنوا بقدرتها ومشوا بين الألغام والبطون المفخخة"، مؤكدا أنكم "تتطلعون الى شمس مضوية، نحو الهوية والقضية، نحو بلد ينتظر جهدكم ولا يتقدم إلا بعلمكم وتطوركم وانفتاحكم الآخر على الآخر، وكلما زادت خبرتكم كلما أشرقت الشمس على بلد يفرضون عليه العتمة".

وأضاف: " نمسك بيدكم كي تشبكوا الأيادي مع الناس وتأخذوا بهم الى حيث الادارة والنظام وتسهيل عبروهم الى الحياة"، لافتا الى أن "معاملتكم الطيبة للمواطنين هي جواز عبور، فأنتم حدود هذا الوطن وتأشيرته، أنتم تضربون جماد الورق ورتابته وتخرجونه من قيد المراوحة لتحسموا أمره، فلا تتحولوا الى عدد زائد في ادارات التكدس الوظيفي، واعلموا ان للناس علينا حقوقا، وانتم الوسيلة في دفع الحق لأصحابه. مسؤولياتكم من حدود الوطن الى آخر حدود، فكونوا الصورة التي تعكس حضارة المؤسسات الامنية، كونوا الحرية، عهدنا بكم انكم عنوان أمل الناس وتخفيف وجعهم وقهرهم ونزوحهم، ومن خلالكم يصبح الوطن أكثر أمانا وأملا. كلنا معكم لرفعتكم وتقدمكم، ولكم على رأس هذه المديرية من كان مؤسسا للامل وزارعا وعد الغد، ومن حضرته أنقل لكم التحية والوصية".

بدوره أشار ممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص العميد أحمد الحجار الى أن "كفاءة هذه الاجهزة في العمل الميداني الهادف الى تحقيق الامن والاستقرار، لا تكتمل الا بكوادر مؤهلة تأهيلا عاليا، وهنا يبرز دور معهد قوى الامن الداخلي في رفد صفوفها بطاقات وطنية شابة ومدربة، وقادرة على استخدام أساليب التكنولوجيا المتطورة، بما ينسجم مع أحدث المفاهيم العصرية في العمل الشرطي والامني"، مشيرا الى أننا "نواصل وضع الخطط وعمليات التحديث اللازمة، للنهوض بمستوى المدربين وتطوير برامج التدريب، ونخطو خطوات واثقة نحو المستقبل ليصبح معهدنا في مصاف افضل معاهد التعليم على مستوى المنطقة والعالم".

وشدد على أن "المرحلة الراهنة بكل ما تحمله من تحديات تفرض تضافر الجهود، والمزيد من التنسيق بين الاجهزة الامنية في مختلف المجالات، لا سيما في مجال مكافحة الارهاب الذي يهدد مجتمعنا بمختلف تلاوينه"، معتبرا أن "خير مثال على هذا التنسيق، العلاقة الوثيقة والدعم المتبادل بين المديرية العامة لقوى الامن الداخلي والمديرية العامة للامن العام، فالتعاون بينهما يتجلى في بعض وجوهه في مجال التدريب، واحتفالنا اليوم شاهد على ذلك".