لم ير رئيس مجلس النواب نبيه بري جديدا في كلام السفير الأميركي ديفيد هيل في الملف الرئاسي والعبارات الساخنة التي وجهها ضد " حزب الله" واتهامه بـ"اتخاذ قرارات الحياة والموت نيابة عن كل لبنان".

جاء هذا الموقف بعد "صيام" هيل في الأسابيع الأخيرة عن اطلاق هذا النوع من النقد والرسائل المباشرة التي لا تلقى بالطبع ترحيب بري، الذي يتابع بدقة مسار المفاوضات بين الأميركيين والايرانيين في الملف النووي.

تنصبّ اهتمامات رئيس المجلس أيضا على مواكبة حركة الجيش والنجاحات التي يحققها في جرود السلسلة الشرقية وتوقيف عدد من الارهابيين الخطرين من السوريين الذين يقصدون الأراضي اللبنانية ويتوجهون الى المستشفيات ويخرجون منها بمساعدة عناصر محلية توفر لهم هذه المظلة من الحماية والتسهيلات، ثم يعودون من جديد الى ساحات القتال والتخطيط للنيل من الجيش واستهداف وحداته. ويتعاون هؤلاء مع "داعش" و"جبهة النصرة"وسواهما من الجماعات التكفيرية. ويقدر عدد اللبنانيين الذين يقاتلون مع هذه المجموعات بأكثر من 750، ويشكل بعضهم عيونا لها في الأراضي

اللبنانية.

وأمام حلقة الانجازات التي يحققها الجيش في الميدان على الجبهة المفتوحة والدور الاستخباري الذي ينفذه، لا يسع بري الا ان يردد امام من يسأله عن هذا الموضوع "الحمد لله"، وان لا مفر من الاستثمار في الأمن للدفاع عن المواطنين وسائر القطاعات في

البلد.

ويتطرق الى أعضاء هذه الجماعات وكيف تتم تعبئتهم بعد تخريج الالوف منهم من معاهد في بلدان عربية واسلامية.

ويعتقد ان الآلة العسكرية لا تكفي وحدها لجبه هؤلاء والتصدي لهم، لأنهم ينبتون ويتزايدون في أكثر من مجتمع عربي ويجذبون الى صفوفهم مجموعات من الخارج.

ويتساءل : كيف أقدمت سيدة أوروبية متزوجة على ترك أسرتها واولادها وتوجهت الى سوريا لتنضم الى "المجاهدين"؟

وحيال هذا التحدي الذي يهدد بلدان المنطقة يقدم بري رؤيته للقضاء على هذه الجماعات :

"- لا بد من المواجهة العسكرية والاستمرار في الوقوف ضد هذه الجماعات والحد من تقدمها في سوريا والعراق، علماً أنها لا تكتفي في مشروعها بهذين البلدين فقط.

- على الحكومات العربية وخصوصا وزارات التربية والتعليم اعادة النظر في مناهجها التي لم تعد تصلح في المرحلة الراهنة، لان الحركات الإرهابية تبدو في بعض الأحيان اقوى من الدور الذي تضطلع به المدارس والجامعات في الوصول الى عقول الطلاب، حيث تتجه اعداد كبيرة منهم الى القوى التكفيرية حتى لو كانوا من أبناء السنة أنفسهم. ويبقى المطلوب في رأي بري من المرجعيات في الأزهر والنجف وقم وضع خطة للوقوف معا في وجه هذه الجماعات التي تسيء الى الاسلام وتشوّهه، وعدم التفرج على هذه المأساة او الاكتفاء بإصدار البيانات المنددة.

- على الحكومات ان تلتفت الى الشباب في برامجها الاقتصادية والانمائية، الى هذه الفئة المؤثرة في المجتمع بدل تركهم لمصيرهم في الاحياء الفقيرة التي تنتشر في أكثر من بلد عربي".

ويخلص الى القول في هذا المضمار ان "هذا الثالوث يجب ان يسير في وقت واحد ومتواز ومن يظن ان الآلة العسكرية وحدها تكفي في هذه المواجهة فهو خاطئ".

وليس بعيدا من هذا التحدي الذي يواجه بلدان المنطقة التي تراقب الملف النووي الايراني بين اميركا وإيران، يرى بري ان الأطراف المعنيين قطعوا شوطا كبيرا وان " الاتفاق تم منذ ثلاثة أشهر"، من دون ان يقلل في الوقت نفسه من أثار خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امام الكونغرس وسعيه الدؤوب الى منع التوصل الى هذا الاتفاق.

ويرى، في تهديد وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون توجيه ضربة الى المفاعل النووي الايراني، انه في حال حصولها يتوقّع حربا اقليمية - دولية سيصل شعاعها الى روسيا واوكرانيا، وان تل أبيب ستحسب ألف مرة عواقب هذا الفعل قبل اقدامها على هذه الخطوة المدمرة.