لم يتوقّع عشّاق التزلّج أن يتمكنوا من ممارسة هواياتهم حتى هذا الوقت من العام، فبعد مرور سنتين غابت فيهما ​الثلوج​ والأمطار عوضّت الطبيعة عليهم الحرمان وتكلّلت جبال لبنان بالجنرال الأبيض فسمحت لهم بالإستمرار بممارسة هذه الرياضة أطول وقت ممكن...

موسم تزلّج مزدحم

"النشرة" قصدت ​مركز التزلج في الزعرور​ حيث كان الازدحام الشديد سيّد الموقف، في يومٍ ليس أصلاً بيوم عطلةٍ، وهو ما تفسّره حماسة الروّاد الذين كانوا ينتظرون بداية الموسم على أحرّ من الجمر. وفي هذا السياق يشير رمزي الى أن "هذا العام ممتاز فكثرة العواصف وتكوّن الثلوج سمح لهم بممارسة هذه الهواية".

أما سعيد فيشدد على "أهمية ممارسة هذه الرياضة"، ويقول: "لم نتمكن من القيام بالتزلّج إلا مرتين تقريباً سابقًا على عكس هذه السنة التي يفوق عدد المرات التي مارسنا فيها هذه الهواية العشرين مرّة". بدوره، يتمنى هادي إستمرار الموسم مدّة أطول حتى يشفي غليله، شارحاً أن "المراكز مجهزة لإستقبال الرواد بأفضل السبل".

أماكن خاصة للأولاد

وللأولاد حصّة، فمن يريد منهم تعلّم تقنيات التزلج له ساحة مجهزة. وهنا تشير نانسي وهي المبتدئة الى أنها تتعلم رويدا رويدا وبإشراف مدرب، وتلفت إلى أنّ هذا المكان يساعدها لأنه ليس مرتفعاً ولا يتزلّج فيه إلا المبتدئون"، وتؤكد أنها وبعد أن تنتهي من هذه المرحلة ستنتقل الى المرحلة الأخرى وهي التزلج من الأماكن المرتفعة، كما تتمنى أن "يستمر هذا الموسم أطول وقت ممكن حتى تتقن فنّ التزلّج وتتمكن من ممارسة هذه الهواية بمهارة".

إنطلاقة جيّدة

أثّر عدم هطول الأمطار والثلوج في السنة الماضية على أصحاب المراكز الذين عانوا من عجز كبير خصوصاً وأنهم لم يتمكنوا من فتح أبوابها إلا مرّات معدودة. وفي هذا الإطار يرى مدير مركز الترلج في الزعرور ​سيرج زرقا​، في حديث لـ"النشرة"، أن "الموسم هذا العام كان ممتازاً فالعواصف التي ضربت لبنان ساهمت في تراكم الثلوج وبالتالي الى إمتداد هذا الموسم أطول وقت ممكن".

ويلفت زرقا الى أن "الإنطلاقة الأولى للمركز كانت ممتازة"، ومؤكداً أن "شتاء لبنان كما تعودنا شبيه بهذا العام، أما السنوات الماضية فكانت إستثنائية"، آملاً أن "تحمل السنوات المقبلة الخير معها، فتكون المواسم شبيهة بهذا العام الذي شفى غليل أصحاب المركز والمتزلجين في آن".

أماكن للمقعدين

عندما دخلت "النشرة" هذا المركز، لفت إنتباهنا على طول الطريق إشارات للمقعدين واشارات الصليب الأحمر ولدى سؤالنا عن السبب، قال لنا زرقا: "للمقعدين الحق كما وسواهم بالاستمتاع بنهار جميل يبعد عنهم ثقل الحياة اليومية وهمومها من هنا جهزنا المبنى بطريقة تتمكن فيها هذه الفئة من الناس من إرتياد هذا المراكز والوصول الى الباحة الخارجية للإستمتاع بمنظر الثلج والشمس".

أما الياس كفوري المسعف الذي أجرى دورات في الصليب الأحمر والذي يعمل في المركز فيشير الى أن "الحوادث قد تحصل أثناء التزلّج، من هنا يجب وجود مسعفين في هذه الأماكن للمساعدة على معالجة المصاب بالدرجة الأولى ويمنعون تطوّر حالته"، شارحاً أننا "نقوم بإجراء الإسعافات الأولية عند أي طارئ ليقوم بعدها الصليب الأحمر بنقله الى أقرب مستشفى إذا دعت الحاجة والمعالجة بشكل نهائي وجذري هناك".

إختلف موسم الشتاء هذا العام عمّا سبقه، فكان للكثيرين من محبي رياضة التزلجّ "فشّة خلق" عوّضت حرمان السنوات الماضية!

تصوير تلفزيوني وفوتوغرافي يورغو رحال

(الألبوم الكاملهنا)