رأى وزير الاعلام رمزي جريج خلال حفل العشاء السنوي الذي أقامه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان "​أوسيب​ لبنان" في مطعم النخيل - ضبيه أن "عالمُنا اليومَ يعيش ظروفاً سياسيةً وأمنيةً قاسية، بسبب ما يجتاحُ مجتمعاتِنا من إرهاب، يقَوِّضُ كلَّ معنًى للإنسانيةِ ويهدد كلَّ إمكانيةٍ للتلاقي بين أبناء البشر، وهذا يدفعُنا إلى التشبُّثِ أكثرَ بالقيمِ الروحيةِ التي بشَّرَتْ بها كلُّ الأديان السماوية من محبةٍ وتراحُمٍ ومسامحة، ومنِ اعتمادٍ للكلمةِ وحدَها سبيلاً للتواصلِ بين الناسِ من أجلِ مناقشةِ نقاطِ الالتقاءِ والافتراقِ القائمةِ بينهم".

وأكد أن "الحوارُ وحدَه هو الكفيلُ بأن يحفظَ الاعتدالَ في المجتمعاتِ المتعددةِ العناصرِ، ويثبِّتَ أساساتِ العيش المشترك بين المواطنين، ويُفْضِي بهم إلى مجتمع سليم يتعاون فيه الناس على الخير العام. فبهذا تحققُ الأديانُ غايتَها الأساسيةَ التي هي الإنسانُ وسعادتُه وتقدمُه".

ودعا الاتحادَ الكاثوليكيُّ إلى أن "يبقى إعلامُه، كما هو أصلاً، جامعاً لكلِّ المواطنين على اختلافِ مذاهبِهم واتجاهاتِهم وانتماءاتِهم، لأن كلَّ إعلامٍ يَقْصُرُ نفسَه على فئةٍ يصبح فئويًّا بالضرورة، فيما فضاءُ الكلمة رحيبُ المساحةِ يتَّسِعُ لكلِّ الألوانِ".

ولفت الى أن "لبنانُ في هذه المسألة يحتلُّ موقعَ الصدارةِ في العالمِ العربيِّ، باعتباره أرضاً تلتقي فيها المعتقداتُ وتتعايشُ في احترامٍ متبادَلٍ، وباعتبارِهِ أيضاً فضاءً واسعاً لممارسةِ الحرية المسؤولة".

وشدد على أنَّ "لبنان لا يستطيعُ أن يلعبَ دورَهُ هذا كاملاً وبشكلٍ فعالٍ، في ظل الشغورِ في موقِعِ الرئاسةِ الأولى الذي تخطّى ثلاثمائةَ يومٍ، من دونَ أنْ تلوحَ في الأفقِ بوادرُ حلٍّ ما"، داعياً القيمين على هذا الشأنِ أي نوابَ الأمة "إلى تخطّي كلِّ الخلافاتِ والنزولِ جميعاً إلى المجلسِ النيابيّ لتأمينِ النِّصابِ وانتخاب رئيسٍ للجمهوريّةِ وَفْقاً لأحكامِ الدستور، كي تستعيدَ المؤسساتُ حيويتَها، وتنطلقَ عجلةُ العملِ السياسيِّ والإداريِّ بصورة سليمةٍ في كلِّ قِطاعٍ من قطاعاتِ الدولة".

من جهته، لفت رئيس الاتحاد الأب طوني خضره الى أن "البابا فرنسيس أصدر في مناسبة اليوم العالمي لوسائل الاعلام رسالته لهذه السنة 2015 بعنوان: "العائلة موقع مميز للتلاقي والمحبة بلا مقابل"، موضحاً إنها "رسالة توحي بالكثير من الأفكار الرائعة التي يمكننا كإعلاميين أن نستفيد منها، وقد اختار الإتحاد أن يكون عيد البشارة وهو عيد الإعلاميين مناسبة للقاء والاحتفال معاً بيوم الإعلام".

وأشار الى ان "هذه البشاره تعلمنا بأن الإعلام هو حوار يتحقق من خلال اللقاء بين السيدتين . فكان من الجنين في أحشاء اليصابات تعبير شديد عن الشعور بالفرح . شعور هو في اساس كل اتصال واعلام. انطلاقا من ذلك يؤكد البابا فرنسيس ان البيت الاول الذي يستقبل الابناء في هذه الحياة انما هو مدرسة اعلام واتصال، تقوم دعائمه على خفقان قلوب الوالدين المسؤولين بالذات".